الموضع أيضًا (?). (وَلَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ)، تعني: أنهنّ لا يخرجن لقضاء

حاجتهنّ نهارًا، وهو في الليل، ثم يمتدّ ذلكَ إلى الليلة المستقبلة، (وَذَلِكَ)؛

أي: كوننا نخرج قبل المناصع، (قَبْلَ أَنَّ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ) بضم الكاف والنون:

جمع كَنيف، قال أهل اللغة: الكنيف الساتر مطلقًا، وسُمّي به موضع الغائط؛

لأنهم يستترون به.

وقال في "الفتح": قوله: "متبرزنا" بفتح الراء، قبل الزاي: موضع التبرز،

وهو الخروج إلى البراز، وهو الفضاء، وكله كناية عن الخروج إلى قضاء الحاجة،

و"الكُنُف" بضمتين: جمع كَنيف، وهو الساتر، والمراد به هنا: المكان المتَّخذ

لقضاء الحاجة، وفي رواية ابن إسحاق: "الكنف التي يتخذها الأعاجم" (?).

وقولها: (قَرِيبًا مِنْ بُيُوتنَا) منصوب على الحال، وأُفرد مع أن صاحبه

جمع؛ لأنَّ فعيلًا يستوي فيه الجمع والمفرد، أو منصوب بنزع الخافض على

قلّة، أي: في مكان قريب من بيوتنا (?).

(وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ) بضم الهمزة، وتخفيف الراء: صفة العرب،

وبفتح الهمزة، وتشديد الراء: صفة الأمر، قال النوويّ: كلاهما صحيح، تريد

أنهم لَمْ يتخلقوا بأخلاق المعجم.

قال الحافظ: ضبطه ابن الحاجب بالوجه الثاني، وصرّح بمنع وصف

الجمع باللفظ الأول، ثم قال: إن ثبتت الرواية خُرّجت على أنَّ العرب اسم

جمع، تحته جموع، فتصير مفردة بهذا التقدير. انتهى.

(فِي التَّنَزُّهِ)، أي: طلب النزاهة، ووقع في رواية للبخاريّ: "في التبرز

قِبَل الغائط"، قال في "الفتح": وفي رواية فليح: "في البرّية" بفتح الموحّدة،

وتشديد الراء، ثم التحتانية - "أو في التنزه" بمثناة، ثم نون، ثم زاي ثقيلة،

هكذا على الشكّ -، والتنزه: طلب النزاهة بالخروج إلى الصحراء، والمراد:

البعد عن البيوت. انتهى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015