ووقع في رواية فُليح: "مُعَرِّسين" بفتح العين المهملة، وتشديد الراء، ثم

سين مهملة، والتعريس: نزول المسافر في آخر الليل، وقد استُعمل في النزول

مطلقًا، كما تقدم، وهو المراد هنا. انتهى (?).

وقولها: (فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ) تأكيد لقولها: "موغرين"، فإن نحر الظهيرة

أولها، وهو وقت شدّة الحرّ، ونحر كلّ شيء أوله، كأن الشمس لَمّا بلغت

غايت في الارتفاع، كأنها وصلت إلى النحر الذي هو أعلى الصدر.

ووقع في رواية ابن إسحاق: "فوالله ما أدركْنا الناسَ، ولا افتُقِدتُّ حتى

نزلوا، واطمأنوا، طلع الرجل يقودني"، قاله في "الفتح".

وقال في "العمدة": "في نحر الظهيرة": وهو وقت القائلة، وشدّة الحرّ،

والنحر الأول، والصدر، وأوائل الشهر تسمى النحور، وقال الداوديّ:

الظهيرة: نصف النهار عند أول الفيء، قال: وقيل: الظهر والظهير لِمَا بعد

نصف النهار؛ لأنَّ الظهر آخر الإنسان، وسمّي آخر الشهر بذلك، ولا نُسَلِّم له؛

لأنَّ أول اشتداد الحرّ قبل نصف النهار. انتهى (?).

(فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ فِي شَأْنِي)؛ أي: هلك الذين اشتغلوا بالإفك عليّ، وفي

رواية أبي أويس: "فهُنالك قال فِيّ، وفيه أهل الإفك ما قالوا"، فأبهمت

القائل، وما قال، وأشارت بذلك إلى الذين تكلموا بالإفك، وخاضوا في

ذلك، وأما أسماؤهم فالمشهور في الروايات الصحيحة: عبد الله بن أبَيّ،

ومِسْطح بن أُثاثة، وحسّان بن ثابت، وحَمْنة بنت جحش، وقد وقع في

المغازي من طريق صالح بن كيسان، عن الزهريّ قال: قال عروة: لَمْ يُسَمّ من

أهل الإفك أيضًا غير عبد الله بن أُبَيّ إلَّا حسان بن ثابت، ومِسطح بن أُثاثة،

وحَمنة بنت جحش، في ناس آخرين، لا علم لي بهم، غير أنهم عصبة، كما

قال الله تعالى. انتهى.

والعصبة من ثلاثة إلى عشرة، وقد تُطلق على الجماعة من غير حصر في

عدد، وزاد أبو الربيع بن سالم فيهم تبعًا لأبي الخطاب بن دحية: عبد الله،

وأبا أحمد ابنا جحش، وزاد فيهم الزمخشريّ: زيد بن رفاعة، قال الحافظ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015