أحمد، وغيره، قال البلاذريّ: شَهِد أبو مويهبة غزوة المريسيع، وكان يَخْدُم
بعير عائشة، وكان من مُوَلّدي بني مزينة، وكأنه في الأصل أبو موهوبة،
ويُصغّر، فيقال أبو مويهبة. انتهى (?).
(الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ لِي) بفتح حرف المضارعة، وسكون الراء، وفتح
الحاء، يقال: رحلتُ البعيرَ رَحْلًا، من باب نَفَعَ: شددت عليه رحله (?)، وتقدّم
قريبًا معنى الرحل.
وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "يَرْحلون لي" هكذا وقع في أكثر النسخ: "لي"
باللام، وفي بعض النسخ: "بي" بالباء، واللام أجود، و"يَرْحَلون" بفتح الياء،
وإسكان الراء، وفتح الحاء المخففة؛ أي: يجعلون الرَّحْل على البعير، وهو
معنى قولها: "فَرَحلوه" بتخفيف الحاء. انتهى (?).
وقال في "الفتح": قوله: "يرحلون" بفتح أوله، والتخفيف، رحلت
البعير: إذا شددت عليه الرحل، ووقع في رواية أبي ذرّ هنا بالتشديد في هذا،
وفي: "فرحلوه".
قال: وقوله: "لي"، في رواية معمر: "بي"، وحَكَى النوويّ عن أكثر
نُسخ "صحيح مسلم": "يرحلون لي"، قال: وهو أجود، وقال غيره بالباء
أجود؛ لأنَّ المراد وَضْعها، وهي في الهودج، فشَبَّهَت الهودجَ الذي هي فيه
بالرحل الذي يوضع على البعير. انتهى (?).
(فَحَمَلُوا هَوْدَجِي) بفتح الهاء، وسكون الواو: مَرْكَب من مراكب النساء،
كما مرّ قريبًا، وقولها: (فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِيَ) تفسير وتوضيح لمعنى قولها:
"فحملوا هودجي"، و"البعير" تقدّم أنه بفتح الموحّدة، وتُكسر قليلًا، ويُطلق على
الذكر والأنثي، بخلاف الجمل، فإنه خاصّ بالذكر، والناقة، فإنها خاصّة بالأنثى.
وقال في "الفتح": "فرحلوه"؛ أي: وضعوه، وفيه تجوّز، وإنما الرحل
هو الذي يوضع على ظهر البعير، ثم يوضع الهودج فوقه. انتهى (?).