حديث مُجَمِّع بن جارية عند ابن مردويه: "مرارة بن ربعيّ"، وهو خطأ، وكذا
ما وقع عند ابن أبي حاتم، من مرسل الحسن، من تسميته ربيع بن مرارة، وهو
مقلوب، وذكر في هذا المرسل أن سبب تخلفه أنه كان له حائط حين زَهَى،
فقال في نفسه: "قد غزوت قبلها، فلو أقمت عامي هذا، فلما تذكر ذنبه، قال:
اللَّهُمَّ إني أُشهدك أني قد تصدقت به في سبيلك"، وفيه أن الآخر؛ يعني:
هلالًا كان له أهل تفرقوا، ثم اجتمعوا، فقال: لو أقمت هذا العام عندهم،
فلما تذكر قال: اللَّهُمَّ لك عليّ أن لا أرجع إلى أهل، ولا مال. انتهى (?).
(وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِئ) هو بقاف، ثم فاء: منسوب إلى واقف، بطن
من الأنصار، وهو هلال بن أمية بن عامر بن قيس بن عبد الأعلى بن عامر بن
كعب بن واقف، واسم واقف: مالك بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس
الأنصاريّ، قاله النوويّ (?).
(قَالَ: فَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ، قَدْ شِهِدَا بَدْرًا) قال الحافظ -رحمه الله-:
هكذا وقع هنا، وظاهره أنه من كلام كعب بن مالك، وهو مقتضى صنيع
البخاريّ، وقد قررت ذلك واضحًا في غزوة بدر، وممن جزم بأنهما شهدا
بدرًا، أبو بكر الأثرم، وتعقبه ابن الجوزيّ، ونسبه إلى الغلط، فلم يُصِب،
واستدَلّ بعض المتأخرين لكونهما لم يشهدا بدرًا بما وقع في قصة حاطب، وأن
النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لم يهجره، ولا عاقبه، مع كونه جَسّ عليه، بل قال لعمر لَمّا هم
بقتل، : "وما يُدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد
غفرت لكم؟ "، قال: وأين ذنب التخلف من ذنب الجسّ؟ .
قال الحافظ: وليس ما استدلّ به بواضح، لأنه يقتضي أن البدريّ عنده
إذا. جنى جناية، ولو كبرت لا يعاقب عليها، وليس كذلك، فهذا عمر -رضي الله عنه- مع
كونه المخاطب بقصة حاطب، فقد جلد قُدامة بن مظعون الحدّ لَمّا شَرِب
الخمر، وهو بدريّ، كما تقدم، وإنما لم يعاقب النبيّ -صلي الله عليه وسلم- حاطبًا، ولا هجره؛
لأنه قَبِل عذره في أنه إنما كاتب قريشًا خشيةً على أهله وولده، وأراد أن يتخذ
له عندهم يدًا، فعَذَره بذلك، بخلاف تخلّف كعب وصاحبيه، فإنهم لم يكن