قال الجامع عفا الله عنه: قد أجاد البيهقئ -رحمه الله- في هذا التحقيق، وأفاد،
وخلاصته أن زيادة "ويضعها على اليهود والنصارى" غير صحيحة؛ لأمور:
منها: أن الإمام البخاريّ -رحمه الله- ضعّف حديث الفداء أصلًا بحديث
الشفاعة؛ لكونه أقوى.
ومنها: وقوع الشكّ في هذه الزيادة من راويها.
ومنها: كون من رواها وهو أبو طلحة الراسبيّ ممن لا يُحتَمَل تفرّده،
فكيف وقد خالف غيره من الحفّاظ، كما قال البيهقيّ -رحمه الله-.
ومنها: مخالفتها للنصوص الصريحة، كقوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ
أُخْرَى}، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:
[6989] (2768) - (حَدَّثنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
عَنْ هِشَامِ الدَّسْتَوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ
عُمَرَ: كَيْفً سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ -صلي الله عليه وسلم- يَقُولُ فِي النَّجْوَى؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "يُدْنَى
الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَبِّهِ -عز وجل- حَتَى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ، فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، فَيَقُولُ:
هَلْ تَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: أيْ رَبِّ أَعْرِفُ، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي
أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، فَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الْكُفَّارُ، وَالْمُنَافِقُونَ، فَيُنَادَى بِهِمْ
عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (زُهَيْرُ بْنُ حَرْبِ) أبو خيثمة النسائيّ، ثم البغداديّ، تقدّم قبل باب.
2 - (إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) ابن عليّة، تقدّم قبل بابين.
3 - (صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزِ) بن زياد المازنيّ، أو الباهليّ البصريّ، ثقةٌ
عابدٌ [3] (?) (ت 74) (خ م ت س ق) تقدم في "الإيمان" 43/ 286.