مسعود - رضي الله عنه -، أخرجه ابن ماجه، وصححه الحاكم، وأخرجه ابن حبَّان من

حديث أنس، وصححه، وقد تقدَّم البحث في هذا مستوفًى في أوائل "كتاب

التوبة"، فلتراجعه هناك، وبالله تعالى التوفيق.

وقال السبكيّ الكبير في "الحلبيات": الاستغفار طلب المغفرة، إما

باللسان، أو بالقلب، أو بهما، فالأول: فيه نفع؛ لأنه خير من السكوت،

ولأنه يعتاد قول الخير، والثاني: نافع جدًّا، والثالث: أبلغ منه، لكن لا

يمحصان الذنب - أي: قطعًا، وجزمًا - حتى توجد التوبة منه، فإن العاصي

المصرّ يطلب المغفرة، ولا يستلزم ذلك وجود التوبة - إلى أن قال -: والذي

ذكرته إن معنى الاستغفار غير معنى التوبة هو بحَسَب وَضْع اللفظ، لكنه غلب

عند كثير من الناس أن لفظ "أستغفر الله" معناه التوبة، فمن كان ذلك معتقده

فهو يريد التوبة، لا محالة، ثمَّ قال: وذكر بعض العلماء أن التوبة لا تتم إلا

بالاستغفار؛ لقوله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} [هود: 3]، والمشهور

أنَّه لا يشترط. انتهى من "الفتح" (?)، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّلَ الكتاب قال:

[6962] (. . .) - (حَدَّثَنِي عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ،

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ قَاصٌّ يُقَالُ لَهُ:

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ عَبْدًا أَذْنَبَ ذَنْبًا"، بِمَعْنَى حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ

سَلَمَةَ، وَذَكَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: "أَذْنَبَ ذَنْبًا"، وَفِي الثَّالِثَةِ: "قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، فَلْيَعْمَلْ

مَا شَاءَ").

رجال هذا الإسناد: ستة:

1 - (عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ) هو: عبد الحميد بن حُميد الكسيّ، تقدَّم في الباب

الماضي.

2 - (أَبُو الْوَلِيدِ) هشام بن عبد الملك الطيالسيّ البصريّ، ذُكر قبل حديث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015