فإذا متّ، فأحرقوني، حتى إذا صِرْت فَحْمًا، فاسحقوني، أو قال: فاسهكوني،
ثمَّ إذا كان ريح عاصف، فاذروني فيها، فأخذ مواثيقهم على ذلك وربي،
ففعلوا، فقال الله: كن، فإذا رجل قائم، ثمَّ قال: أي عبدي ما حملك على ما
فعلت؟ قال: مخافتك، أو فَرَق منك، فما تلافاه أن - رحمه الله -"، فحدّثت أبا
عثمان (?)، فقال: سمعت سلمان، غير أنَّه زاد: "فاذروني في البحر"، أو كما
حدث.
وقال معاذ: حدّثنا شعبة، عن قتادة، سمعت عقبة، سمعت أبا سعيد
الخدريّ، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. انتهى (?).
وأما رواية شيبان النحويّ عن قتادة، فساقها الإمام أحمد - رحمه الله - في
"مسنده"، فقال:
(11682) - حدّثنا حسن بن موسى، ثنا شيبان، عن قتادة، عن عقبة بن
عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن رجلًا ممن
خلا من الناس، رَغَسه الله مالًا وولدًا، فلما حضره الموت، ودعا بنيه، فقال:
أيُّ أبٍ كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإنَّه والله ما ابتأر عند الله خيرًا قط،
فإذا مات فاحرقوه، حتى إذا كان فَحْمًا، فاسحقوه، ثمَّ اذروه في يوم؛ يعني:
ريحًا عاصفًا، قال: وقال نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -: أخذ مواثيقهم على ذلك وربي، ففعلوا
وربي، لمّا مات أحرقوه، حتى إذا كان فحمًا سحقوه، ثمَّ أذروه في يوم
عاصف، قال ربه: كن، فإذا هو رجل قائم، قال له ربه: ما حملك على الذي
صنعت؟ قال: رب خِفت عذابك، قال: فوالذي نفس محمَّد بيده ما تلافاه
غيرها، أن غفر الله له"، قال الحسن مرّةً: "ما تلاقاه غيرها، أن غفر الله له"،
قال قتادة: رجل خاف عذاب الله، فأنجاه الله من مخافته. انتهى (?).
وأما رواية أبي عوانة عن قتادة، فساقها البخاريّ - رحمه الله - في "صحيحه"، فقال: