تامّة، اكتفت بمرفوعها، وهو "يوم"، كما قال الحريريّ في "ملحة الإعراب":
وَإِنْ تَقُلْ يَا قَوْمِ قَدْ كَان الْمَطَرْ ... فَلَسْتَ تَحْتَاجُ لَهَا إِلَى خَبَرْ
وجواب "إذا " قوله: (أَكْمَلَهَا)؛ أي: المائة، (بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ") الواحدة،
فالرحمة التي في الدنيا يتراحمون بها أيضًا يوم القيامة، قال المهلّب: الرحمة
رحمتان: رحمة من صفة الذات، وهي لا تتعدّد، ورحمة من صفة الفعل، وهي
هذه وقال بعضهم: الرحمة الذاتية واحدة، ورحمته المتعدية متعددة، وهي كما
في هذا الخبر مائة، ففي الأرض منها واحدة، يقع بها الارتباط بين الأنواع،
وبها يكون حسن الطباع والميل بين الجنِّ، والإنس، والبهائم، كلّ شكل إلى
شكله، والتسعة والتسعون حظ الإنسان يوم القيامة، يتصل بهذه الرحمة، فتكمل
مائة، فيصعد بها في درج الجَنَّة، حتى يرى ذات الرحيم، ويشاهد رحمته
الذاتية. انتهى (?).
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث سلمان الفارسيّ - رضي الله عنه - هذا من أفراد
المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -.
[تنبيه]: انتقد الدارقطنيّ على مسلم هذه الرواية بأن أبا معاوية خالف
غيره في الرفع؛ يعني: أن غيره يرويه موقوفًا على سلمان - رضي الله عنه -.
قال الجامع عفا الله عنه: الذي يظهر لي أن رفع أبي معاوية هو الأرجح،
كما هو رأي مسلم؛ لأنه لَمْ ينفرد به، بل تابعه عليه سليمان التيميّ، كما في
الرواية السابقة، وأيضًأ له شواهد من حديث أبي هريرة وغيره، وأيضًأ إن هذا
مما لا يقال بالرأي (?).
والحاصل: أن الحديث مرفوعًا صحيح، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [4/ 6950 و 6951 و 6952] (2753)، و (أحمد)