4 - (ومنها): ما قاله النوويّ - رَحِمَهُ اللهَ -: هذه الأحاديث من أحاديث الرجاء،

والبشارة للمسلمين، قال العلماء: لأنه إذا حصل للإنسان من رحمة واحدة في

هذه الدار المبنية على الأكدار الإسلام، والقرآن، والصلاة، والرحمة في قلبه،

وغير ذلك مما أنعم الله تعالى به، فكيف الظن بمائة رحمة في الدار الآخرة،

وهي دار القرار، ودار الجزاء، والله أعلم (?).

5 - (ومنها): ما قاله ابن أبي جمرة - رَحِمَهُ اللهُ -: في الحديث إدخال السرور

على المؤمنين؛ لأنَّ العادة أن النفس يكمل فرحها بما وُهب لها إذا كان معلومًا

مما يكون موعودًا. انتهى (?).

6 - (ومنها): وفيه الحثّ على الإيمان، واتساع الرجاء في رحمات الله

تعالى المدّخرة للمؤمن في الآخرة، وسيأتي في حديث أبي هريرة الآتي في

الباب: "ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنّته أحد"، والله

تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهَ - أوّلَ الكتاب قال:

[6948] ( ... ) - (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبِ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنُ حُجْرٍ، قَالُوا:

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنُونَ: ابْنَ جَعْفَرٍ - عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ

رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "خَلَقَ اللهُ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَوَضَعَ وَاحِدَةً بَيْنَ خَلْقِهِ، وَخَبَأَ عِنْدَهُ

مِائَةً إِلَّا وَاحِدَةً").

رجال هذا الإسناد: سبعة:

1 - (يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ) المقابريّ - بفتح الميم، والقاف، ثم موحّدة

مكسورة - البغداديّ العابد، ثقةٌ [10] (ت 234) وله سبع وسبعون سنةً (عخ م د

عس) تقدم في "الإيمان" 2/ 110.

2 - (ابْنُ حُجْرٍ) - بضم الحاء المهملة، وسكون الجيم - هو: عليّ بن حُجر بن

إياس السَّعْديّ، أبو الحسن المروزيّ، نزيل بغداد، ثم مرو، ثقةٌ حافظٌ، من صغار

[9] (ت 244) وقد قارب المائة، أو جازها (خ م ت س) تقدم في "المقدمة" 2/ 6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015