وقوله: (ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) وفي بعض النسخ: "ثلاث مرار"، قال القاري:

وهو يَحْتَمِل أن يكون قوله: "والذي ... إلخ"، أو قوله: "ولكن ... إلخ"، أو

قولى: "ساعة وساعة"، وإنما اختار الطيبي الأخير، لتحققه، وهذا يدلُّ على

تحقيقه. انتهى (?).

وقال الطيبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "ثلاث مرّات"، أي: قال: يكونون ساعةً في

الحضور في الذكر، وساعةً في المعافسة ثلاث مرّات تأكيدًا لتأثير القول حتى

يزيل عنه ما اتّهم به نفسه.

وقال التوربشتيّ: "ساعةً وساعةً" مُحْتَمِل للترخيص، وهو أظهر، ومُحْتَمِلٌ

للحثّ على التحفّظ به، لئلا تسأم النفس عن العبادة.

وقال المظهر: معنى الحديث: لو كنتم في غَيبتي مثل ما كنتم في

حضوري من صفاء القلب والخوف من الله تعالي، ولو دمتم على الذكر لزارتكم

الملائكة، وصافحتكم عيانًا، ولا بُدَّ من هذا القيد، لأنَّ الملائكة يصافحون

أهل الذكر غير عِيان. انتهى (?)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث حنظلة بن الربيع الأُسيّديّ - رضي الله عنه - هذا من أفراد

المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [3/ 6941 و 6942 و 6943] (2750)،

و(الترمذيّ) في "الزهد" (2452 و 2514)، و (ابن ماجة) في "الزهد" (4239)،

و(أحمد) في "مسنده" (4/ 178 و 346)، و (البيهقيّ) في "شُعب الإيمان" (2/

23)، و (ابن عساكر) في "تاريخ دمشق" (15/ 323)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): أنه ينبغي للمؤمن أن يكون شديد الخوف من النفاق على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015