حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ، وعنده راحلته"، وفي
كتاب البخاريّ: "فنام نومة، فرفع رأسه، فإذا راحلته عنده"، قال القاضي:
وهذا يصحح رواية: "استيقظ". قال: ولكن وجه الكلام، وسياقه يدلّ على
"سقط"، كما رواه البخاريّ. انتهى (?).
ولفظ البخاريّ: "الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره، وقد
أضلّه في أرض فلاة".
وقوله: "سقط على بعيره"؛ أي: صادفه، وعَثَر عليه من غير قصد، فظفِر
به، ومنه قولهم: "على الخبير سقطت"، وحكى الكرمانيّ أن في رواية: "سقط
إلى بعيره"؛ أي: انتهى إليه، والأول أَولى. انتهى.
وقوله: "وقد أضلّه"؛ أي: ذهب منه بغير قصده، قال ابن السّكّيت: أضللتُ
بعيري؛ أي: ذهب مني، وضللت بعيري؛ أي: لم أعرف موضعه. انتهى (?).
وقوله: (قَدْ أَضَلَّهُ بِأَرْضِ فَلَاةٍ)؛ أي: فَقَده في مفازة.
[تنبيه]: رواية قتادة عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذه ساقها البخاريّ رحمه الله في
"صحيحه"، فقال:
(5950) - حدّثنا إسحاق (?)، أخبرنا حَبَّان، حدّثنا هَمّام، حدّثنا قتادة،
حدّثنا أنس بن مالك، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (ح) وحدّثنا هُدْبة، حدّثنا همّام، حدّثنا
قتادة، عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الله أفرح بتوبة عبده من
أحدكم سقط على بعيره، وقد أضله في أرض فلاة". انتهى (?).
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال:
[6937] (. . .) - (وَحَدَّثَنِيهِ أَحْمَدُ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ،
حَدَّثنَا قَتَادَةُ، حَدَّثنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (أَحْمَدُ الدَّارِمِيُّ) هو: أحمد بن سعيد بن صَخْر، أبو جعفر