الجواب كثيرًا، تقول: بَينا زيدٌ جالسٌ دخَل عليه عمرٌو، وإذ دخَل عليه، وإذا
دخل عليه، ومنه قول الحُرَقة بنت النُّعمان:
بَيْنا نَسُوسُ النَّاسَ والأَمرُ أَمْرُنا ... إِذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقةٌ نَتَصَّفُ (?)
(هُوَ قَاعِدٌ، إِذْ جَاءَهُ بَعِيرُهُ) حال كونه (يَمْشِي حَتَّى وَضَعَ خِطَامَهُ) بكسر
الخاء المعجمة، ككِتَاب: كلّ ما وُضع في أنف البعير؛ ليُقتاد به، جَمْعه:
خُطُئم، قاله المجد رحمه الله (?)، وقال الفيّوميّ رحمه الله: سُمّي خطمًا؛ لأنه يقع على
الخَطْم، وهو بفتح، فسكون: مقدّم الأنف والفم. انتهى (?).
(فِي يَدِهِ) متعلّق بـ "وَضَعَ"، (فَلَلَّهُ) بلام مفتوحة، وهي لام الابتداء تفيد
التوكيد. (أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ) متعلّق بـ "فرحًا"، (مِنْ هَذَا)؛ أي: من هذا
الرجل، وهو متعلّق بـ "أشدّ"، وقوله: (حِينَ وَجَدَ بَعِيرَهُ) "حين" ظرف متعلّق
بـ "فرحًا"، وقوله: (عَلَى حَالِهِ، ) متعلّق بحال مقدّر؛ أي: حال كونه على الحال
التي هو عليها من شدّة الحزن والانزعاج، والاستعداد للموت بسبب فَقْد بعيره
الذي عليه طعامه، وشرابه، وما يُصلحه.
وقوله: (قَالَ سِمَاكٌ)؛ أي: ابن حرب الراوي عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما -،
(فَزَعَمَ الشَّعْبِيُّ) الظاهر أن "زعم" هنا مستعملة للقول الحقّ، (أَنَّ النُّعْمَانَ) - رضي الله عنه -
(رَفَعَ هَذَا الْحَدِيثَ)؛ أي: أسنده (إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -) قال سماك: (وَأمَّا أَنَا فَلَمْ
أَسْمَعْهُ)؛ أي: لم أسمع النعمان يرفعه، ورَفْعه هو الحقّ؛ لأن هذا لا يقال من
قبل الرأي، وأيضًا يشهد له حديث ابن مسعود، وأنس بن مالك، وغيرهما،
والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - هذا من أفراد
المصنّف رحمه الله.
(المسألة الثانية): في تخريجه: