وقال المرتضى رحمه الله: القائلة: نصف النهار، كما في "المحكم"، وفي

"الصحاح": الظهيرة، ومثله في "العين"، يقال: أتانا عند قائلة النهار، وقد

تكون بمعنى القيلولة أيضًا، وهي النوم في نصف النهار، وقال الليث: القيلولة:

نوم نصف النهار، وهي القائلة، قال يقيل قَيْلًا، وقائلةً، وقيلولةً، ومقالًا،

ومقيلًا، وتَقَيَّل: نام فيه؛ أي: نصف النهار، وقال الأزهريّ: القيلولة،

والمقيل: الاستراحة نصف النهار عند العرب، وإن لم يكن مع ذلك نوم،

والدليل على ذلك أن الجنة لا نوم فيها، وقد قال الله تعالى: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24)} [الفرقان: 24]. انتهى (?).

(فَنَزَلَ، فَقَالَ)؛ أي: استراح (تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ)؛ أي: فنام،

(وَانْسَلَّ بَعِيرُهُ)؛ أي: ذهب في خُفية، (فَاسْتَيْقَظَ، فَسَعَى)؛ أي: هرول في

مشيه (شَرَفًا) قال القاضي عياض: يَحْتَمِل أنه أراد بالشرف هنا الطّلَقَ (?)،

والْغَلْوَة (?)، كما في الحديث الآخر: "فاستنّت شَرَفًا، أو شَرَفين"، قال:

ويَحْتَمِل أن المراد هنا: الشّرَف من الأرض؛ لينظر منه هل يراها؟ قال: وهذا

أظهر. انتهى (?).

(فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ سَعَى شَرَفًا ثَانِيًا، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ سَعَى شَرَفًا ثَالِثًا، فَلَمْ

يَرَ شَيْئًا، فَأَقْبَلَ) من الإقبال؛ أي: جاء (حَتَّى أَتَى مَكَانَهُ ائَذِي قَالَ فِيهِ)؛ أي:

استراح في ذلك المكان، (فَبَيْنَمَا) أَصلُها "بَيْنَ"، فأُشبِعتْ الفتحة، فصارت

أَلفًا، ويقال: بَيْنا، وبَيْنما، وهما ظرفا زمانٍ، بمعنى المفاجأَة، ويُضافان إلى

جملة من فعلٍ وفاعلٍ، ومبتدإٍ وخبر، كما هنا، ويحتاجان إلى جواب، يَتِمُّ به

المعنى، والأفصَح في جوابهما أَن لا يكون فيه "إذْ" و"إذا"، وقد جاءا في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015