عامر عند الطبرانيّ في "الدعاء": "أن ثلاثة نفر من بني إسرائيل" (يَتَمَشَّوْنَ) وفي
رواية: "يمشون"، وفي أخرى: "يتماشون"؛ أي: يسيرون في طريق، - وفي
حديث عقبة، وكذا في حديث أبي هريرة، عند ابن حبان، والبزار: "أنهم
خرجوا يرتادون لأهليهم". (أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ)؛ أي: نزل عليهم بكثرة، مما
الجاهم إلى البحث عما يُكنّهم، (فَأَوَوْا) يجوز قصر ألف "أووا"، ومدّها؛ أي:
انضمّوا إلى الغار، وجعلوه لهم مأوى. (إِلَى غَارٍ) الغار: النَّقْب في الجبل،
وفي حديث أنس عند أحمد، وأبي يعلي، والبزار، والطبرانيّ: "فدخلوا غارًا،
فسقط عليهم حجر، متجاف، حتى ما يرون منه خصاصة"، وفي رواية سالم بن
عبد الله بن عمر، عن أبيه: "حتى أووا المبيت إلى غار" كذا للبخاريّ، ولمسلم
من هذا الوجه: "حتى آواهم المبيت" وهو أشهر في الاستعمال، والمبيت في
هذه الرواية منصوب على المفعولية، وتوجيهه أن دخول الغار مِن فِعلهم،
فحَسُن أن يُنسب الإيواء إليهم. (فِي جَبَلٍ)؛ أي: في غار كائن في جبل،
(فَانْحَطَّتْ)؛ أي: نزلت، ووقعت (عَلَى فَمِ فَارِهِمْ صَخْرَةٌ)؛ أي: حجر كبير،
(مِنَ الْجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ)؛ أي: أغلقت عليهم باب الغار، وغطّتهم، وفي
رواية للبخاريّ: "فانطبقت عليهم"، وفيه حذف المفعول، والتقدير: نفسها، أو
المَنْفَذ، ويؤيده أن في رواية سالم: "فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل،
فسدَّت عليهم الغار"، زاد الطبرانيّ في حديث النعمان بن بشير من وجه آخر:
"إذ وقع حجر من الجبل، مما يهبط من خشية الله، حتى سَدَّ فم الغار". (فَقَالَ
بَعْضُهُمْ)؛ أي: بعض"النفر، (لِبَعْضٍ: انْظُرُوا)؛ أي: تفكَّروا، وتذكّروا (أَعْمَالًا
عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً) وفي رواية: "خالصة"، (للهِ، فَادْعُوا اللهَ تَعَالَى بِهَا)؛ أي:
بتلك الأعمال الصالحة، وبجعلها شفيعة، ووسيلة إلى إجابة الدعوة، وفي رواية
للبخاريّ: "فلْيَدْع كلّ رجل منكم بما يَعلم أنه قد صدق فيه"، وفي رواية له:
لا ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه"، وفي رواية: "إنه لا ينجيكم إلَّا أن تدعوا الله
بصالح أعمالكم"، وفي حديث أبي هريرة وأنس جميعًا: "فقال بعضهم لبعض:
عفا الأثر، ووقع الحجر، ولا يَعلم بمكانكم إلَّا الله، ادعوا الله بأوثق أعمالكم".
وفي حديث عليّ عند البزار: "تفكروا في أحسن أعمالكم، فادعوا الله
بها، لعل الله يفرّج عنكم".