وفيه الحثّ على التقلل من الدنيا، وتحريض النساء على التقوى،
والمحافظة من الدين على السبب الأقوى، وأن الجنة والنار مخلوقتان الآن،
خلافًا لبعض المعتزلة (?)، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث ابن عبّاس -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف -رحمه الله-.
[تنبيه]: هذا الحديث أخرجه البخاريّ من طريق أبي رجاء، عن عمران بن
حصين -رضي الله عنهما-، ثم أشار إلى أنه وقع الاختلاف في كونه عن عمران، أو عن ابن
عبّاس -رضي الله عنهم-، ودونك نصّه بعد إخراجه عن عمران: تابعه أيوب، وعوفٌ،
وصخر، وحماد بن نجيح: عن أبي رجاء، عن ابن عبّاس. انتهى.
وقد بيّن الحافظ -رحمه الله- هذا الاختلاف في "الفتح"، فقال: قوله: "تابعه
أيوب، وعوف، وقال حماد بن نَجيح، وصخر، عن أبي رجاء، عن ابن
عباس".
أما متابعة أيوب، فوصلها النسائيّ.
وأما متابعة عوف، فوصلها البخاريّ في "كتاب النكاح".
وأما متابعة حماد بن نَجيح، وهو الإسكاف البصريّ، فوصلها النسائيّ
من طريق عثمان بن عمر بن فارس عنه، وليس له في الكتابين سوى هذا
الحديث الواحد، وقد وثقه وكيع، وابن معين، وغيرهما.
وأما متابعة صخر، وهو ابن جويرية، فوصلها النسائيّ أيضًا، من
طريق المعافى بن عمران عنه، وابن منده في "كتاب التوحيد" من طريق
مسلم بن إبراهيم: حدّثنا صخر بن جويرية، وحماد بن نَجيح، قالا: حدثنا
أبو رجاء.
قال: وقد وقعت لنا بعلوّ في "الجعديات" من رواية عليّ بن الجعد، عن
صخر، قال: سمعت أبا رجاء، حدّثنا ابن عباس به.
قال الترمذيّ بعد أن أخرجه من طريق عوف: وقال أيوب، عن أبي