والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى شرحه، وبيان مسائله في الحديث
الماضي، ولله الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:
[6911] ( ... ) - (حَدَّثَنِي أَبُو الطَاهِرِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبِ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ
-وَهُوَ ابْنُ صَالِح- عَنْ رَبيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسً الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-؛ أَنَّهُ قَالَ: "لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ،
أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ:
"يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ، وَيَدَع
الدُّعَاءَ").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (أَبُو الطَّاهِرِ) أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح
المصريّ، تقدّم قريبًا.
2 - (ابْنُ وَهْبٍ) هو: عبد الله الحافظ المصريّ، تقدّم أيضًا قريبًا.
3 - (مُعَاوِبَةُ بْنُ صَالِحِ) بن حدير- بالمهملة، مصغرًا - الحضرميّ، أبو
عمرو، أو أبو عبد الرحمن الحمصيّ، قاضي الأندلس، ثقةٌ له أفراد [7]
(ت 158) وقيل: بعد السبعين ومائة (ر م 4) تقدم في "الطهارة" 6/ 559.
4 - (رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ) الدمشقيّ، أبو شعيب الإياديّ القصير، ثقةٌ عابدٌ [4]
(ت 1 أو 123) (ع) تقدم في "الطهارة" 6/ 559.
5 - (أَبُو إِدْرِيس الْخَوْلَانِيُّ) عائذ الله بن عبد الله، وُلد في حياة النبيّ -صلي الله عليه وسلم-
يوم حُنين، وسَمِع من كبار الصحابة، ومات سنة ثمانين، قال سعيد بن
عبد العزيز: كان عالم الشام بعد أبي الدرداء (ع) تقدم في "الطهارة" 6/ 559.
والصحابيّ ذُكر قبله.
وقوله: (مَا لَمْ يَدْعُ بِإثْمٍ) وفي رواية "بمأثم"، والمأثم: الأمر الذي يأثم
به الإنسان، أو هو الإثم نفسه.
وقوله: (أَوْ قَطِيعَةِ رَحِم) تخصيص بعد تعميم، والقطيعة؛ أي: الهجران
والصدّ؛ أي: تَرْك البرّ إلى الًأهل، والأقارب.