الشافعية باعتماد الديك المجرَّب في الوقت، ويؤيّده الحديث الذي سيأتي عن

زيد بن خالد - رضي الله عنه - (?).

(فَاسْلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا) - بفتح اللام، قال عياض: كأن

السبب فيه رجاء تأمين الملائكة على دعائه، واستغفارهم له، وشهادتهم له

بالإخلاص، ويؤخذ منه استحباب الدعاء عند حضور الصالحين تبركًا بهم،

وأخرج أبو داود، وأحمد، وصححه ابن حبان، من حديث زيد بن خالد - رضي الله عنه -

رفعه: "لا تسبّوا الديك، فإنه يدعو إلى الصلاة"، وعند البزار من هذا الوجه

سبب قوله - صلى الله عليه وسلم - ذلك، وأن ديكًا صرخ، فلعنه رجل، فقال ذلك.

قال الحليميّ -رَحِمَهُ الله-: ليس معنى قوله: "فإنَّه يدعو إلى الصلاة" أن يقول

بصوته حقيقة: صلّوا، أو حانت الصلاة؛ بل معناه: أن العادة جرت بأنه يصرُخ

عند طلوع الفجر، وعند الزَّوال فَطَرةً فطره الله عليها. انتهى (?).

(وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ)؛ أي: صوته المنكَر، (فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ

الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا")؛ يعني: أنه إنما أمر بالتعوذ عنده؛ لحضور

الشيطان، فيُخاف من شره فيتعوذ منه، وزاد النسائيّ، والحاكم، من حديث

جابر - رضي الله عنه -: "ونُباح الكلاب".

وروى الطبرانيّ من حديث أبي رافع - رضي الله عنه - رفعه: "لا ينهق الحمار حتى

يرى شيطانًا، أو يتمثل له شيطان، فإذا كان ذلك، فاذكروا الله، وصلّوا عليّ"،

قال عياض: وفائدة الأمر بالتعوذ لِمَا يُخشى من شرّ الشيطان، وشرّ وسوسته،

فيلجأ إلى الله تعالى في دفع ذلك، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [20/ 6896] (2729)، و (البخاريّ) في "بدء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015