1 - (منها): بيان استحباب الذكر بهذه الأذكار؛ لكثرة ثوابها.

2 - (ومنها): بيان أن بعض الأذكار مع وجازة ألفاظه يكون أكثر من كثير

من الألفاظ، وذلك فضل الله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء، {وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}

[الحديد: 21].

3 - (ومنها): ما قاله بعضهم: هذه الفضائل التي جاءت عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -:

"من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة غفر له ... "، وما شاكلها إنما هي

لأهل الشرف في الدين، والكمال، والطهارة من الجرائم العظام، ولا يُظَنّ أن

مَنْ فَعَل هذا، وأصرّ على ما شاء من شهواته، وانتهك دِين الله، وحرماته، أنه

يُلحق بالسابقين المطهرين، وينال منزلتهم في ذلك بحكاية أحرف ليس معها

تُقًى، ولا إخلاص، ولا عمل، ما أظلمه لنفسه، من يتأول دين الله على هواه.

انتهى.

قال الجامع عفا الله عنه: لقد أجاد هذا القائل، وأفاد، فإنه لا ينبغي

الاغترار بفضائل هذه الأذكار ونحوها من الأعمال الصالحات، بل لا بدّ أن

يكون صاحبها متخلّيًا عن الأخلاق الرذيلة، ومتحلّيًا بالأخلاق الجميلة، كي

ينال بهذه الأذكار والدعوات أجرًا عظيمًا، وفضلًا جسيمًا، فليتقّ الله في نفسه،

ويلزم السُّنَّة، ويجتنب البدع والمخالفات، وإلا فلا يطمع في نيل ما أعدّ من

الفضائل فيها؛ {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]، {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)} [الجاثية: 21]، {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28)} [ص: 28]، اللَّهُمَّ اهدنا فيمن هديت،

وعافنا فيمن عافيت، وتولّنا فيمن تولّيت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شرّ ما

قضيت، آمين.

(المسألة الرابعة): بعد أن كتبت ما تقدّم في شرح هذا الحديث وجدت

رسالة للحافظ العلامة السيوطيّ رحمه الله كتبها في إعراب الكلمات الماضية: "عدد

خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته" قد أجاد البحث فيها، وأفاد،

وتعقّب بعض ما تقدّم من إعراب بعض الناس، فأحببت كتابتها بنصّها هنا

تكميلًا للفائدة، ونشرًا للعائدة، فأقول: قال رحمه الله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015