وقال القاضي: أي: لرجحت تلك الكلمات على جميع أذكاركِ، وزادت
عليهنّ في الأجر والثواب، والضمير راجع إلى "ما" باعتبار المعنى. انتهى (?).
وقال الطيبيّ نقلًا عن التوربشتيّ (?): "لوزنتهنّ"؛ أي: ساوتهنّ، أو لو
قُوبلت بما قلت لساوتهنّ، ويَحْتَمِل أن يراد الرجحان؛ أي: رجحت عليهنّ في
الوزن، كما تقول: حاججته، فحَجَجته؛ أي: غلبته في الحجة، وأعاد الضمير
إلى ما يقتضيه المعنى، لا إلى لفظة "ما" في قوله: "ما قلتِ"، وفيه تنبيهٌ على
أنها كلمات كثيرة. انتهى (?).
(سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ) قال القرطبيّ رحمه الله: هذا الكلام على اختصاره
جملتان:
إحداهما: جملة "سبحان الله"، فإنَّها واقعة موقع المصدر، والمصدر يدلّ
على صدره، فكأنه قال: سبّحت الله التسبيح الكثير، أو التسبيح كلَّه، على قول
من قال: إن "سبحان الله": اسم عَلَمٌ للتسبيح، "وبحمده" متعلِّق بمحذوف
تقديره: وأُثني عليه بحمده؛ أي: بذكر صفات كماله، وجلاله، فهذه جملة
ثانية، غير الجملة الأولى. انتهى (?).
(عَدَدَ خَلْقِهِ) قال في "المرعاة": هو وما عُطف عليه منصوبات بنزع
الخافض، ويقدَّر المقدار في الثلاثة الأخيرة؛ أي: بعدد جميع مخلوقاته.
وقال الطيبيّ رحمه الله: قوله: "عدد خلقه" وكذلك ما بعده نُصب على
المصدر؛ أي: سبّحته تسبيحًا يساوي خلقه عند التعداد، وزنة عرشه، ومداد
كلماته في المقدار، ويوجب رضا نفسه، أو يكون ما يرتضيه لنفسه.
وقال المظهر (?): "عدد خلقه" منصوب على المصدر؛ أي: أعدّ تسبيحه،
وتحميده بعدد خلقه، وبمقدار ما يرضاه خالصًا، وبثِقَل عرشه، ومقداره،
وبمقدار كلماته.