إذْ" حُذِفَت الهمزةُ، فالْتَقَى ساكنانِ، فضُمَّ الذالُ، أو أصْلُها مِنْ ذَا اسمَ إشارةٍ،
فالتقديرُ في ما رَأيْتُهُ مُذ يومانِ: من ذَا الوَقْتِ يومانِ، وفي كُلِّ تَعَسُّفٌ.
انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: قد أشار ابن مالك إلى قاعدة "مذْ"، و"منذ" في
"الخلاصة" حيث قال:
وَ"مُذْ" وَ"مُنْذُ" اسْمَانِ حَيْثُ رَفَعَا ... أَوْ أُولِيَا الْفِعْلُ كَـ"جئْتُ مُذْ دَعَا"
وَإِنْ يَجُرَّا فِي مُضِيٍّ فَكَـ"مِنْ" ... هُمَا وَفِي الْحُضُورِ مَعْنَى "فِي" اسْتَبِنْ
وقال في "المرعاة": "منذ" بضم الميم، وقد تُكسر "اليوم" بالجرّ، على
ما هو المختار، و"منذ" على هذا حرف جر بمعنى "من"، أو "في"؛ أي: من
ابتداء النهار، أو في الوقت المذكور، ويجوز رفع "اليوم". انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: وجه رفع "اليوم" على أنه خبر لـ"منذ"، أو هو
مبتدأ، و"منذ" خبر مقدّم، كما هو مقرّر في محلّه (?)، والله تعالى أعلم.
(لَوَزَنَتْهُنَّ)؛ أي: عَدَلتهنّ في الميزان، يقال: وزَنَ الشيءُ وزنًا: ثَقُل،
وزِنته: عادَلته بغيره، ومنه قوله: "لا يزن عند الله جناح بعوضة"؛ أي: لا
يَعْدل؛ أي: لا قَدْر له، قاله في "المشارق" (?).
وقال القرطبيّ رحمه الله: "لوزنتهنّ"؛ أي: لَرَجَحت عليهنّ في الثواب، وهو
دليلٌ على أن الدعوات، والأذكار الجوامع يحصل عليهنّ من الثواب، أضعاف
ما يحصل على ما ليست كذلك، ولذلك كان - صلى الله عليه وسلم - يحب الدعوات الجوامع.
انتهى (?).
وقال في "المرعاة": "لوزنتهن" بفتح الزاي والنون؛ أي: ساوتهنّ في
الوزن، يقال: هذا يزن درهمًا؛ أي: يساويه، أو غلبتهنّ في الوزن، يقال:
وازنه، فوزن: إذا غلب عليه، وزاد في الوزن.