وغُرَف، وأبكار جمع الجمع، مثلُ رُطَب وأرطاب، وإذا أريد بُكرة يوم بعينه
مُنعت الصرف؛ للتأنيث والعلميّة. انتهى (?).
(حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ) متعلّق بـ"خَرَجَ"، وقال في "المرعاة": قوله: "حين
صلى الصبح"؛ أي: أراد صلاة الصبح؛ يعني: أراد أن يصلي فرض الصبح.
انتهى (?).
وقوله: (وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا) بفتح الجيم، وتُكسر؛ أي: موضع صلاتها،
والجملة حالية. (ثُمَّ رَجَعَ) - صلى الله عليه وسلم - إليها (بَعْدَ أَنْ أَضْحَى)؛ أي: دخل في الضحوة،
وهي ارتفاع النهار، قال الفيّوميّ: الضَّحَاءُ بالفتح، والمدّ: امتداد النهار، وهو
مذكّر، كأنه اسم للوقت، والضَّحْوَةُ مثله، والجمع ضُخى، مثلُ قَرْية وقُرًى،
وارتفعت الضُّحَى؛ أي: ارتفعت الشمس، ثم استُعملت الضُّحَى استعمال
المفرد، وسُمّي بها، حتى صُغِّرت على ضُحَيٍّ، بغير هاء، وقال الفراء: كَرِهوا
إدخال الهاء؛ لئلا يلتبس بتصغير ضَحْوَةٍ. انتهى (?).
(وَهِيَ جَالِسَةٌ) جملة حاليّة أيضًا؛ أي: والحال أنها جالسة في موضعها،
وفي رواية أبي داود: "فخرج النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهي في مصلاها، ورجع، وهي في
مصلاها"، وفي رواية أحمد، والترمذيّ، والنسائيّ: "أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مَرّ عليها
بُكرةً، وهي في المسجد تَذْكُر، ثم مَرّ بها قريبًا من نصف النهار"، ولابن
ماجه: "مَرّ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين صلى الغداة، أو بعدما صلى الغداة، وهي
تذكر الله، فرجع حين ارتفع النهار، أو قال: انتصف، وهي كذلك"، وفي
"الأدب المفرد": "ثم رجع إليها بعدما تعالى النهار، وهي في مجلسها".
(فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: ("مَا) نافية، (زِلْتِ) بكسر التاء، خطاب لجويرية على تقدير
الاستفهام؛ أي: أثَبَتِّ في مكانك، وما زلت؟ .
[تنبيه]: "زِلْتِ" بكسر الزاي ماضي يَزال، كخاف يخاف، يقال: مَا زَالَ
يفعل كذا، ولا أَزَالُ أفعله، لا يُتَكلَّم به إلا بحرف النفي، والمراد به: ملازمة
الشيء، والحال الدائمة، مثل ما بَرِحَ وزنًا ومعنى، وقد تكلم به بعض العرب