إلخ" هذا كقوله الحديث الآخر: "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من كل شر"، غير أنه نبّه
في هذا على معنى زائد، وهو أنه قد يعمل الإنسان العمل لا يقصد به إلا
الخير، ويكون في باطن أمره شرّ لا يعلمه، فاستعاذ منه، ويؤيد هذا أنه قد
روي في غير كتاب مسلم: "من شر ما علمت، وما لم أعلم"، وَيحْتَمِل أن
يريد به: ما عَمِل غيره، فيما يظن أنه يقتدي به فيه (?)، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عائشة - رضي الله عنها - هذا من أفراد المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنف) هنا [18/ 6871 و 6872 و 6873 و 6874] (2716)،
و(النسائيّ) في "المجتبى" (3/ 56 و 8/ 280 و 281) و"الكبرى" (1/ 388 و 4/
465 و 466)، و (ابن ماجه) في "الدعاء" (3839)، و (أحمد) في "مسنده" (6/
31 و 100 و 278)، و (ابن راهويه) في "مسنده" (3/ 911 و 967)، و (ابن أبي
شيبة) في "مصنّفه" (10/ 186)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (1031 و 1032)،
وفوائده تقدّمت، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّلَ الكتاب قال:
[6872] ( ... ) - (حَدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثنا
عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ
عَائِشَةَ عَنْ دُعَاءٍ، كَانَ يَدْعُو بِهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي
أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَشَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ").
رجال هذا الإسناد: سبعة:
وكلّهم ذُكروا في الباب وقبله، و"حُصين" هو: ابن عبد الرحمن،
و"هلال" هو: ابن يساف.
والحديث من أفراد المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ - وقد مضى شرحه، وبيان تخريجه في
الحديث الماضي، ولله الحمد والمنّة.