وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّلَ الكتاب قال:

[6865] (2713) - (حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ،

قَالَ: كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ، أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ

الأَيْمَنِ، ثُمَّ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ، وَرَبَّ الأَرْضِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ،

رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيء، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ،

أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ، فَلَيْسَ قَبْلَكَ

شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ، فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ

الْبَاطِنُ، فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ"، وَكَانَ يَرْوِي ذَلِكَ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -".

رجال هذا الإسناد: خمسة:

1 - (سُهَيْلُ) بن أبي صالح ذكوان السمّان، تقدّم قريباً.

والباقون ذُكروا في الباب وقبله، و"جرير" هو: ابن عبد الحميد.

شرح الحديث:

(عَنْ سُهَيْلِ) بن أبي صالح؛ أنه (قَالَ: كَانَ أَبُو صَالِحٍ)؛ يعني: أباه

ذكوان السمّان الزيّات المدنيّ، (يَأْمُرُنَا)؛ أي: أولاده ومن معهم، (إِذَا أَرَادَ

أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ، أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ) بكسر الشين المعجمة، وتشديد القاف؛

أي: جنبه (الأَيْمَنِ، ثُمَّ يَقُولَ) بالنصب عطفاً على "يَضطجعَ) ("اللَّهُمَّ رَبَّ

السَّمَوَاتِ) بحذف حرف النداء؛ أي: يا رب السموات (وَرَبَّ الأَرْضِ)؛ أي:

خالقهما، ومربّي أهلهما، وقال القرطبيّ: وأصل ربّ: اسم فاعل من رَبَّ

الشيءَ يرُبّه: إذا أصلحه، وقام عليه، ثم إنه يقال على السيّد والمالك. انتهى.

(وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) بجرّ "العظيم" صفةً للعرش، والنصب نعتاً للرب،

(رَبَّنَا)؛ أي: يا ربّنا (وَرَبَّ كُلِّ شَيء) تعميم بعد تخصيص، (فَالِقَ الْحَبِّ

وَالنَّوَى) الفلق: بمعنى الشقّ، والنوى جصع النواة، وهي عَجْم النخل، وفي

معناه عَجْم غيرها، والتخصيص؛ لفضلها، أو لكثرة وجودها في ديار العرب؛ أي:

يا من يشق حب الطعام، ونوى التمر، ونحوهما بإخراج الزرع، والنخيل منهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015