(وَإِلَيْهِ النُّشُورُ")؛ أي: البعث يوم القيامة، والإحياء بعد الإماتة، يقال:
نشر الله الموتى، فنشَرُوا؛ أي: أحياهم، فَحَيُوا، قاله في "الفتح" (?).
وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "وإليه النشور"؛ أي: المرجع بعد الإحياء،
يقالُ: نشر الله الموتى، فنُشروا؛ أي: أحياهم، فَحَيُوا، وخرجوا من قبورهم
منتشرين؛ أي: جماعات في تفرقة، كما قال تعالى: {كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ}
[القمر: 7] (?).
وقال المناويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: "وإليه النشور"؛ أي: الإحياء للبعث، أو المرجع في
نيل الثواب مما نكسب في حياتنا هذه، وفيه إشارة بإعادة اليقظة بعد النوم إلى
البعث بعد الموت، وحكمة الدعاء عند النوم: أن يكون خاتمة عمله العبادة،
فالدعاء هو العبادة، {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وحكمة
الدعاء عند الانتباه: أن يكون أول ما يستيقظ يعبد الله بدعائه، وذكره، وتوحيده.
[تنبيه]: تقدّم أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام من نومه بالليل نظر إلى السماء، فقرأ:
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} العشر آيات [آل عمران: 190] ثم قام، فتوضأ،
فقال بعضهم: قد دلّ بهذا على أن المتهجد إذا استيقظ ينبغي أن يَشْغَل كل
عضو منه بما هو المطلوب منه، والموظف له من الطاعات، فيطالع بعينه
عجائب الملك والملكوت، ثم يتفكر بقلبه فيما انتهى إليه حاسة بصره، يعرج
بمراقي فكره إلى عالم الجبروت، حتى ينتهي إلى سرادقات الكبرياء، فيفتح
لسانه بالذكر، ثم يُتْبع بدنه نفسه بالتأهب للصلاة، وللوقوف في مقامات
التناجي، والدعاء. انتهى (?)، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث البراء بن عازب - رضي الله عنهما - هذا من أفراد
المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -.
(المسألة الثانية): في تخريجه: