وكأنه لم يسمع من سعد بن عبيدة الزيادة التي في آخره، فروى بالمعنى، وقد
وقع في رواية أبي إسحاق، عن البراء، نظير ما في رواية منصور، عن سعد بن
عبيدة، أخرجه الترمذيّ من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي إسحاق، وفي
آخره: "قال البراء: فقلت: وبرسولك الذي أرسلت، فطَعَن بيده في صدري،
ثم قال: ونبيّك الذي أرسلت"، وكذا أخرج النسائيّ من طريق فِطر بن خليفة،
عن أبي إسحاق، ولفظه: "فوضع يده في صدري"، نَعَم أخرج الترمذيّ من
حديث رافع بن خَديج؛ أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا اضطجع أحدكم على يمينه، ثم
قال ... " فذكر نحو الحديث، وفي آخره: "أومن بكتابك الذي أنزلت،
وبرُسُلك الذي أرسلت"، هكذا فيه بصيغة الجمع، وقال: حسن غريب، فإن
كان محفوظاً فالسرّ فيه حصول التعميم الذي دلّت عليه صيغة الجمع صريحاً،
فدخل فيه جميع الرسل من الملائكة، والبشر، فأُمن اللَّبس، ومنه قوله تعالى:
{كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [البقرة: 285]، والله أعلم. انتهى ما في
"الفتح" (?)، وهو بحثٌ مفيدٌ جدّاً، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف- رَحِمَهُ اللهُ- أوّلَ الكتاب قال:
[6859] ( ... ) - (وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
- يَعْيي: ابْنَ إِدْرِيسَ - قَالَ: سَمِعْتُ حُصَيْناً، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ
عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِهَذَا الْحَدِيثِ، غَيْرَ أَنَّ مَنْصُوراً أَتَمُّ حَدِيثاً، وَزَادَ فِي حَدِيثِ
حُصَيْنٍ: "وَإِنْ أَصْبَحَ أَصَابَ خَيْراً").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (محَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ) الْهَمْدانيّ الكوفيّ، تقدّم قبل بابين.
2 - (عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ) بن يزيد بن عبد الرحمن الأَوْديّ - بسكون الواو
- أبو محمد الكوفيّ، ثقةٌ فقيه عابدٌ [8] (ت 192) وله بضع وسبعون سنةً (ع)
تقدم في "المقدمة" 4/ 24.
3 - (حُصَيْنُ) بن عبد الرحمن السُّلَميّ، أبو الْهُذيل الكوفيّ، ثقةٌ تغير حفظه
في الآخر [5] (ت 136) وله ثلاث وتسعون سنةً (ع) تقدم في "الإيمان" 43/ 285.