ثالثه 1: الختم بذكر الله تعالى (?).

وقال الكرمانيّ - رَحِمَهُ اللهُ-: هذا الحديث يشتمل على الإيمان بكل ما يجب

الإيمان به إجمالاً، من الكتب، والرسل، من الإلهيات، والنبويات، وعلى

إسناد الكل إلى الله تعالى، من الذوات، والصفات، والأفعال؛ لِذِكر الوجه،

والنفس، والأمر، وإسناد الظَّهر مع ما فيه من التوكل على الله تعالى، والرضا

بقضائه، وهذا كله بحسب المعاش، وعلى الاعتراف بالثواب، والعقاب،

خيراً، وشرّاً، وهذا بحسب المعاد. انتهى (?).

وقال في "الفتح": قوله: "فتوضأ وضوءك للصلاة" الأمْر فيه للندب، وله

فوائد:

منها: أن يبيت على طهارة؛ لئلا يبغته الموت، فيكون على هيئة كاملة،

ويؤخذ منه الندب إلى الاستعداد للموت بطهارة القلب؛ لأنه أَولى من طهارة

البدن، وقد أخرج عبد الرزاق من طريق مجاهد، قال: قال لي ابن عباس - رضي الله عنهما -:

لا تبيتنّ إلا على وضوء، فإن الأرواح تُبعث على ما قُبضت عليه، ورجاله

ثقات، إلا أبا يحيى القَتّات هو صدوق فيه كلام.

ومن طريق أبي مراية العجليّ قال: من أوى إلى فراشه طاهراً، ونام

ذاكراً كان فراشه مسجداً، وكان في صلاة وذكر، حتى يستيقظ.

ومن طريق طاوس نحوه، ويتأكد ذلك في حقّ المحدث، ولا سيما

الجنب، وهو أنشط للعَوْد، وقد يكون منشطاً للغسل، فيبيت على طهارة كاملة.

ومنها: أن يكون أصدق لرؤياه، وأبعد من تلعّب الشيطان به، قال

الترمذيّ: ليس في الأحاديث ذِكر الوضوء عند النوم إلا في هذا الحديث.

انتهى (?).

[تنبيه]: وقع عند النسائيّ في رواية عمرو بن مرّة، عن سعد بن عبيدة،

في أصل الحديث: "آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبرسولك الذي أرسلت"،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015