الأسانيد (?). (حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ) -رضي الله عنهما-؛ (أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ) وفي رواية
للبخاريّ: "قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال في "الفتح": كذا لأبي ذرّ، وأبي زيد
المروزيّ، وسقط لفظ "لي" من رواية الباقين، وفي رواية أبي إسحاق: "أمر
رجلًا"، وفي أخرى له: "أوصى رجلًا"، وفي رواية أبي الأحوص، عن أبي
إسحاق، عن البراء: "قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا فلان إذا أويت إلى فراشك ... "
الحديث، وأخرجه الترمذيّ من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي إسحاق، عن
البراء: "أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال له: ألا أُعَلِّمك كلمات، تقول إذ أويت إلى فراشك" (?).
(إِذَا أخَذْتَ مَضْجَعَكَ) -بفتح الجيم- من ضَجَع يَضْجَعُ، من باب مَنَعَ
يَمْنَعُ، ويُروى: "مُضْطَجعك"، وأصله: مُضتجعك، من باب الافتعال، لكن
قُلبت التاء طاء، والمعنى: إذا أردت أن تأتي موضع نومك، كما في قوله
تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [النحل: 98]، قاله في "العمدة" (?).
وفي رواية للبخاريّ: "إذا أتيت مضجعك"، قال في "الفتح": أي: إذا
أردت أن تضطجع، ووقع صريحًا كذلك في رواية أبي إسحاق المذكورة، ووقع
في رواية فِطْر بن خليفة، عن سعد بن عبيدة، عند أبي داود، والنسائيّ: "إذا
أويت إلى فراشك، وأنت طاهر، فتوسَّد يمينك ... " الحديث، نحو حديث
الباب، وسنده جيّد، وللنسائيّ من طريق الربيع بن البراء بن عازب، قال: قال
البراء، فذكر الحديث، بلفظ: "من تكلم بهؤلاء الكلمات، حين يأخذ جنبه من
مضجعه، بعد صلاة العشاء ... " فذكر نحو حديث الباب (?).
(فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ) بنصب "وضوءك" بنزع الخافض؛ أي: كوضوئك
للصلاة، والأمْر فيه للندب، وقد روى الشيخان هذا الحديث من طرُق عن
البراء بن عازب -رضي الله عنهما-، وليس فيها ذِكر الوضوء إلا في هذه الرواية، وكذا قال
الترمذيّ (?).