النوويّ رحمه الله: معناه: يُظهر فضلكم لهم، وُيريهم حسن عملكم، وُيثني عليكم
عندهم، وأصل البَهاء: الحُسن والجمال، وفلانٌ يباهي بماله؛ أي: يفخر،
ويتجمّل به على غيره، ويُظهر حُسنه لهم. انتهى. وقال المباركفوريّ رحمه الله:
قيل: معنى المباهاة بهم: أن الله تعالى يقول لملائكته: انظروا إلى عبيدي
هؤلاء، كيف سلّطتُ عليهم أنفسهم، وشهواتهم، وأهْوِيتهم، والشيطان
وجنوده، ومع ذلك قَوِيت همّتهم على مخالفة هذه الدواعي القويّة إلى البطالة،
وتَرْك العبادة والذكر، فاستحقّوا أن يُمدحوا أكثر منكم؛ لأنكم لا تجدون
للعبادة مشقّة بوجه، وإنما هي منكم كالتنفّس منهم، ففيها غاية الراحة،
والملائمة للنفس. انتهى (?).
وقال الطيبيّ رحمه الله: أي: فأردت أن أتحقق ما هو السبب في ذلك،
فالتحليف لمزيد التقرير والتأكيد، لا التهمة، كما هو الأصل في وضع
التحليف، فإن من لا يُتَّهَم لا يُحَلَّف. انتهى، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث معاوية -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [11/ 6833] (2701)، و (الترمذيّ) في
"الدعوات" (2379)، و (النسائيّ) في "المجتبى" (5468)، و (ابن المبارك) في
" الزهد" (1/ 395 و 396)، و (أحمد) في "مسنده" (4/ 92)، و (الطيالسيّ) في
"مسنده" (1/ 249)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (1/ 305)، و (ابن حبّان) في
"صحيحه" (813)، و (ابن أبي عاصم) في "الآحاد والمثاني" (1/ 383)،
و(الطبرانيّ) في "الكبير" (19/ 311) وفي "الدعاء" (1/ 529)، و (أبو يعلى) في
"مسنده" (13/ 381)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان فضل الاجتماع في المساجد لأجل ذكر الله تعالى،
وتذكّر نعمه.