الأثير رحمه الله: التُّهْمة- وقد تُفتح الهاء- فُعْلة من الوهم، والتاء بدلٌ من الواو،
واتّهَمته؛ أي: ظننت فيه ما نُسب إليه. انتهى؛ أي: ما أستحلفكم تهمة لكم
بالكذب؛ لأنه خلاف حسن الظنّ بالمؤمنين (?). قال الطيبيّ رحمه الله: أي: فأردت
أن أتحقّق ما هو السبب في ذلك، فالتحليف لمزيد التقرير والتأكيد، لا للتهمة،
كما هو الأصل في وضع التحليف، فإن من لا يُتّهم لا يُحلّف. انتهى (?).
وقال القاري رحمه الله: "تهمة" بسكون الهاء، وتفتح، قال في "النهاية":
التهمة، وقد تفتح الهاء فُعْلة من الوهم، والتاء بدل من الواو، واتهمته: ظننت
فيه ما نُسب إليه، وفي "القاموس": أَدْخَل عليه التُّهَمةَ كهُمَزة؟ أي: ما يُتَّهَم
عليه؛ أي: ما أستحلفكم تهمة لكم بالكذب، لكني أردت المتابعة، والمشابهة
فيما وقع له -صلى الله عليه وسلم- مع الصحابة -رضي الله عنهم-. انتهى (?).
قال معاوية -رضي الله عنه-: (وَمَا كَانَ) "ما" نافية؛ أي: لم يكن (أَحَدٌ) من
الصحابة -رضي الله عنهم- (بِمَنْزِلَتي) الظاهر أن الباء بمعنى "مع"؛ أي: منزلتي وقرابتي (مِنْ
رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-)، وقال القاري: أي: بمرتبة قربي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لكونه
أخته أم حبيبة -رضي الله عنهما-من أمهات المؤمنين، ولذا عبَّر عنه المولويّ بخال
المؤمنين، ولكونه من أجلّاء كتبة الوحي. انتهى.
(أقَلَّ) منصوب على أنه خبر "كان"، (عَنْهُ) -رضي الله عنه- (حَدِيثًا مِنِّي)؛ المعنى: أنه
وإن كان له منزلة عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، إلا أنه قليل الحديث عنه، ومع هذا فقد حفظ
هذا الحديث عنه، وقال القاري: وقدَّم بيان قُرْبه منه -صلى الله عليه وسلم- وقلة نَقْله من أحاديثه؛
دفعًا لتهمة الكذب عن نفسه فيما ينقله من الكلام.
وقال أيضًا ما حاصله: إنما كان أقلّ حديثًا؛ لاحتياطه في الحديث، وإلا
كان مقتضى منزلته أن يكون كثير الرواية، ولعله كان ممن لا يجيز نَقْل الرواية
بالمعنى. انتهى.
(وَإِن رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ) تقدّم أنه بسكون اللام، وتُفتح.
وقال الطيبيّ رحمه الله: قوله: "وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" إلى آخره متّصل بقوله: