عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من نفّس عن أخيه

كربة من كُرَب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا

ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا

والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا

يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة، وما قعد قوم في مسجد يتلون

كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة،

وحفَّتهم الملائكة، ومن أبطأ به عمله، لم يُسرع به نسبه". انتهى (?).

[تنبيه]: رواية الترمذيّ رحمه الله هذه تخالف رواية مسلم في أمرين:

الأول: في عنعنة الأعمش عن أبي صالح، فإن مسلمًا صرّح بالتحديث.

الثاني: أن مسلمًا قال: ليس في حَدِيث أَبِي أُسَامَةَ ذِكْرُ التَّيْسِيرِ عَلَى

الْمُعْسِرِ، وهو موجود في رواية الترمذيّ، ولعل أبا أسامة له روايتان، والله أعلم.

وبالسند المتصل إلى المؤلّف رحمه الله أولَ الكتاب قال:

[6831] (2700) - (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا

مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَذثُ عَنِ الأَغَرِّ أَمِى مُسْلِم؛

نَهُ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أنَهُمَا شَهِدَا عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم -

أنَهُ قَالَ: "لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عزوجل إِلَّا حَفتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ،

وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ").

رجال هذا الإسناد: ثمانية:

1 - (أَبُو إِسْحَاقَ) عمرو بن عبد الله بن عُبيد الْهَمْدانيّ السَّبِيعيّ الكوفيّ،

ثقةٌ مكثرٌ عابدُ مدلّس اختلط بآخره [3] (ت 129) وقيل: قبل ذلك (ع) تقدم في

"المقدمة" 3/ 11.

2 - (الأغَرُّ أَبُو مُسْلِمٍ) المدنيّ، نزيل الكوفة، ثقةٌ [3] (بخ م 4) تقدم في

لآصلاة المسافرين وقصرها" 26/ 1777.

3 - (أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ) سعد بن مالك بن سنان بن عبيد الأنصاريّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015