والثالثة: بفتح الفاء، وإسكان الضاد، قال القاضي: هكذا الرواية عند

جمهور شيوخنا في البخاريّ ومسلم.

والرابعة: "فُضُلٌ" بضم الفاء والضاد، ورفع اللام، على أنه خبر مبتدأ

محذوف.

والخامسة: "فضلاء" بالمدّ جمع فاضل.

قال العلماء: معناه على جميع الروايات: أنهم ملائكة زائدون على

الحفظة وغيرهم، من المرتّبين مع الخلائق، فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم،

وإنما مقصودهم حِلَق الذّكر. انتهى (?).

وقال في "الفتح": قوله: "إن لله ملائكة": زاد الإسماعيليّ من طريق

عثمان بن أبي شيبة، وابن حبان من طريق إسحاق بن راهويه، كلاهما عن

جرير: "فضلاً"، وكذا لابن حبان من طريق فضيل بن عياض، وكذا لمسلم من

رواية سهيل، قال عياض في "المشارق" ما نصه: في روايتنا عن أكثرهم

بسكون الضاد المعجمة، وهو الصواب، ورواه العذريّ والهوزنىّ: "فُضْل"

بالضم، وبعضهم بضم الضاد، ومعناه: زيادةً على كتاب الناس، هكذا جاء

مفسراً في البخاريّ، قال: وكان هذا الحرف في كتاب ابن عيسى: "فُضَلاء"

بضم أوله، وفتح الضاد، والمدّ، وهو وَهَمٌ هنا، وإن كانت هذه صفتهم -عَزَّ وَجَلَّ-،

وقال في "الإكمال": الرواية فيه عند جمهور شيوخنا في مسلم والبخاريّ بفتح

الفاء، وسكون الضاد، فذَكَر نحو ما تقدم، وزاد: هكذا جاء مفسَّراً في

البخاريّ في رواية أبي معاوية الضرير.

وقال ابن الأثير في "النهاية": "فضلاً"؛ أي: زيادة عن الملائكة المرتبين

مع الخلائق، ويُروى بسكون الضاد، وبضمها، قال بعضهم: والسكون أكثر

وأصوب، ثم ذكر كلام النوويّ السابق.

قال: وقال الطيبيّ: "فُضْلاً" بضم الفاء، وسكون الضاد، جمع فاضل،

كمبُزْل وبازل. انتهى.

قال الحافظ: ونسبة عياض هذه اللفظة للبخاريّ وَهَمٌ، فانها ليست في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015