(قَالَ: "الْقَتْلُ") هذا صريح في أن تفسير الهرج مرفوع، ولا يعارض ذلك
مجيئه في غير هذه الرواية موقوفًا، ولا كونه بلسان الحبشة، وعند البخاريّ في
"كتاب العلم" من طريق سالم بن عبد الله بن عمر: سمعت أبا هريرة، فذكر
نحو حديث الباب دون قوله: "يتقارب الزمان"، ودون قوله: "ويلقى الشحّ"،
وزاد فيه: "ويظهر الجهل"، وقال في آخره: "قيل: يا رسول الله، وما الهرج؟
فقال هكذا بيده، فحرّفها، كأنه يريد القتل".
فيُجمَع بأنه جَمَع بين الإشارة والنطق، فحَفِظ بعض الرواة ما لم يحفظ
بعضٌ، كما وقع لهم في الأمور المذكورة.
وجاء تفسير أيام الهرج فيما أخرجه أحمد، والطبرانيّ بسند حسن، من
حديث خالد بن الوليد: "أن رجلًا قال له: يا أبا سليمان، اتق الله، فإن الفتن
ظهرت، فقال: أمَا وابن الخطاب حيّ فلا، إنما تكون بعده، فينظر الرجل،
فيفكر، هل يجد مكانًا لم ينزل به مثل ما نزل بمكانه الذي هو به، من الفتنة
والشرّ؟ فلا يجد، فتلك الأيام التي ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين يدي الساعة أيام
الهرج"، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنف) هنا [5/ 6768 و 6769 و 6770 و 6771] (157) (?)
و(البخاريّ) في "المناقب" (3609) و"الأدب" (6037) و"الفتن" (7061)،
و(أبو داود) في "الملاحم" (4255 و 4333)، و (الترمذيّ) في "الفتن"
(2218)، و (ابن ماجه) في "الفتن" (4052)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه"
(20751)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (15/ 64)، و (أحمد) في "مسنده"
(233/ 2 و 530)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (6651 و 6711 و 6717)،
و(البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (4244)، والله تعالى أعلم.