[تنبيه]: المحفوظ في الروايات: "يُلْقَى" بضم أوله، من الرباعيّ، وقال
الحميديّ: لم تَضبط الرواة هذا الحرف، ويَحْتَمِل أن يكون بفتح اللام، وتشديد
القاف؛ أي: يُتَلَقَّى، ويُتَعَلَّم، ويُتواصَى به، كما في قوله: {وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} [القصص: 80]، قال: والرواية بسكون اللام مخففًا تُفسد المعنى؛
لأن الإلقاء بمعنى الترك، ولو تُرك لم يكن موجودًا، وكان مدحًا، والحديث
يُنبئ بالذمّ.
وتعقّبه الحافظ، وأجاد في ذلك، فقال: ليس المراد بالإلقاء هنا: أن
الناس يُلقونه، وإنما المراد: أنه يُلقى إليهم؛ أي: يُوقَع في قلوبهم، ومنه:
{إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} [النمل: 29]، قال الحميديّ: ولو قيل بالفاء، مع
التخفيف، لم يستقم؛ لأنه لم يزل موجودًا.
وتعقّبه الحافظ، فقال: لو ثبتت الرواية بالفاء، لكان مستقيمًا، والمعنى:
أنه يوجد كثيرًا مستفيضًا عند كل أحد، كما تقدمت الإشارة إليه.
وقال القرطبيّ في "التذكرة": يجوز أن يكون "يُلْفَى" بتخفيف اللام،
والفاء؛ أي: يُترك لأجل كثرة المال، وإفاضته، حتى يهتم ذا المال من يقبل
صدقته، فلا يجد، ولا يجوز أن يكون بمعنى: يوجد؛ لأنه ما زال موجودًا،
قال الحافظ: كذا جزم به، وقد تقدّم ما يردّ عليه. انتهى (?).
وقال في "العمدة": قوله: "ويلقى الشحّ"؛ أي: البخل والحرص،
و"يلقى" بضم الياء، من الإلقاء، والمراد: إلقاؤه في قلوب الناس، على
اختلاف أحوالهم، وليس المراد وجود أصل الشحّ؛ لأنه لم يزل موجودًا، وقال
الحميديّ: المحفوظ في الروايات: "يُلقَى" بضم أوله، ويَحْتَمِل أن يكون بفتح
اللام، وتشديد القاف؛ أي: يُتَلَقَّى، ويُتعلّم، ويُتواصَى به، ويقال: يَحْتَمِل أن
يكون إلقاء الشحّ عامًّا في الأشخاص، والمحذور من ذلك ما يترتب عليه
مفسدة، والشحيح شرعًا: هو من مَنَع ما وجب عليه، وهو مثلث الشين، قال
الكرمانيّ: وذلك ثابت في جميع الأزمنة، ثم قال: المراد غَلَبته، وكَثْرته،
بحيث يراه جميع الناس.