(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان وجوب الإيمان بالقدر.
2 - (ومنها): بيان فضل المؤمن القويّ على غير القويّ؛ لأنه ينفع نفسه،
وينفع المؤمنين.
3 - (ومنها): بيان فضل الإيمان، وإن كان صاحبه ضعيفًا.
4 - (ومنها): الحثّ على الحرص على تحصيل ما ينفع المؤمن من خير
الدنيا والآخرة، وعدم التواني في طلب ذلك.
5 - (ومنها): الحثّ على الاستعانة بالله -سبحانه وتعالى- في تحقيق ما يريده؛ لأن
مجرّد الحرص لا يُجدي شيئًا إلا بعون من الله تعالى على حصوله، بل يكون
حرصه وبالًا عليه، ولقد أحسن من قال، وأجاد في المقال أمن الطويل، :
إِذَا كَانَ عَوْنُ اللَّهِ لِلْمَرْءِ مُسْعِفًا ... تَهَيَّا لَهُ فِي كُلِّ أَمْرٍ مُرَادُهُ
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَوْنٌ مِنَ اللَّهِ لِلْفَتَى ... فَأَوَّلُ مَا يَجْنِي عَلَيْهِ اجْتِهَادُهُ
6 - (ومنها): ذمّ العجز، والتواني في طلب المنافع.
7 - (ومنها): أنه إذا وقع بعد حرصه على طلب ما ينفعه خلاف مطلوبه،
لا ينبغي له التأسّف، وقول: "لو أني فعلتُ كذا كان كذا" تسخّطًا لقدر الله
تعالى، بل الواجب أن يستسلم لقضائه وقدره، ولا يتسخّط؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- أعلمُ
بمصالح عباده، فربما يكون عكس ما حرص عليه خيرًا إما في الدنيا، وإما في
الآخرة، قال الله -عز وجل-: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا
شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)} [البقرة: 216].
وقال: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19]،
بل الواجب عليه حينئذ أن يقول: "قدّر الله، وما شاء فعل".
والحاصل: أن نزول المكروه الدنيوي على العبد المؤمن خير له؛ لأنه
إنما أصابه بما كسب من المخالفات، كما قال الله -سبحانه وتعالى-: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ
مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)} [الشورى: 30]، ثم إن هذا
الذي أصابه إما أن يكون تكفيرًا لِمَا اقترفه من السيئات، وهذا مطلب عظيم،
وإما أن يكون رفعًا لدرجاته، وهذا أعلى وأغلى، والله تعالى أعلم.
8 - (ومنها): أن قول العبد: "لو فعلت كذا" يفتح عليه باب الشيطان؛ إذ