عثمان ثقةٌ، وقال مسعود السجزيّ عن الحاكم: كان من ثقات أهل المدينة،
ممن يُجمع حديثه، وذَكَره ابن حبان في "الثقات".
وقال الواقديّ: مات سنة (154) وهو ابن سبع وسبعين سنةً، وكذا أرّخه
ابن حبان في "الثقات".
أخرج له المصنّف، والنسائيّ في "اليوم والليلة"، وابن ماجه، وله عندهم
هذا الحديث الواحد فقط، قال الحافظ: ووقع له ذِكر في البخاريّ ضمنًا في
إثر علّقه. انتهى.
3 - (مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ) - بفتح الحاء المهملة، وتشديد الموحّدة-
ابن مُنقِذ الأنصاريّ المدنيّ، ثقةٌ فقيةٌ [4] (121) وهو ابن أربع وسبعين سنةً
(ع) تقدم في "الإيمان" 10/ 150.
والباقون ذُكروا في الباب، وقبله.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من سُداسيّات المصئف -رحمه الله-، وأنه مسلسلٌ بالمدنيين من ربيعة،
والباقون كوفيّون، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ: محمد بن يحيى عن الأعرج،
وفيه أبو هريرة - رضي الله عنه - أحفظ من روى الحديث في عصره، روى (5374) حديثًا.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -؛ أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ)؛
أي: القادر على تكثير الطاعة، وهو مبتدأ خبره قوله: (خَيْرٌ)، وقوله: (وَأَحَبُّ
إِلَى اللهِ) عَطْف تفسير لـ "خير"، (مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ) متعلّق بـ "أحبّ "؛ أي:
العاجز عن تكثير الطاعة، (وَفِي كُلٍّ خَيْز)؛ أي: أصل الخير موجود في كل منهما.
وقال النوويّ -رحمه الله-: القوة هنا يراد بها عزيمة النفس في أمور الآخرة،
فيكون صاحب هذا أكثر إقدامًا على الغزو، والجهاد، وأسرع خروجًا وذهابًا
في طلبه، وأشدَ عزيمةً في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصبر على
الأذى في كل ذلك، واحتمال المشاقّ في ذات الله تعالى، وأرغب في
الصلاة، والصوم، وا لأذكار، وسائر العبادات، وأنشط طلبًا لها، ومحافظةً
عليها، ونحو ذلك.