(وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلًا) فيه إيماء إلى أنه لا اعتراض، فإنهم أهل لها أهليّة لا

يعلمها إلا خالقها. (خَلَقَهُمْ لَهَا، وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ") ولفظ النسائيّ: "يَا

عَائِشَةُ، خَلَقَ اللهُ -عز وجل- الْجَنَّةَ، وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا، وَخَلَقَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ،

وَخَلَقَ النَّارَ، وَخَلَقَ لَهَا أَهْلًا، وَخَلَقَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ".

قال الإمام ابن حبّان -رحمه الله- في "صحيحه" بعد إخراج الحديث: أراد

النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بقوله هذا: تَرْك التزكية لأحد مات على الإسلام، ولئلا يُشهد بالجنة

لأحد، وإن عُرف منه إتيان الطاعات، والانتهاء عن المزجورات؛ ليكون القوم

أحرص على الخير، وأخوف من الربّ، لا أن الصبيّ الطفل من المسلمين

يخاف عليه النار. انتهى (?).

وقال القرطبيّ -رحمه الله-: هذا لا يُعارِض ما تقدّم من قوله: إنه يُكتب، وهو

في بطن أمّه شقيّ، أو سعيد؛ لِمَا قدّمناه من أن قضاء الله، وقَدَره راجع إلى

عِلمه، وقُدرته، وهما أزليّان، لا أول لهما، ومقصود هذه الأحاديث كلها أنّ

قدَر الله سبق على حدوث المخلوقات، وأن الله تعالى يُظهر من ذلك ما شاء،

لمن شاء، متى شاء، قبل وجود الأشياء. انتهى (?)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

المسألة الأولى: حديث عائشة - رضي الله عنها - هذا من أفراد المصنّف -رحمه الله-.

المسألة الثانية: في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [6/ 6744 و 6745 و 6746] (2662)، و (أبو

داود) في "السُّنَّة" (4713)، و (النسائيّ) في "المجتبى" (1947) وفي "الكبرى"

(2074)، و (ابن ماجه) في "المقدّمة" (82)، و (الطيالسيّ) في "مسنده"

(1574)، و (أحمد) في "مسنده" (2361 و 25214)، و (الحميديّ) في "مسنده"

(265)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (138 و 6173)، و (الآجرّيّ) في

"الشريعة" (ص 195 - 196)، والله تعالى أعلم.

المسألة الثالثة: في فوائده:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015