وَضَعَت عنده، ونَتَجَتْ هي أيضًا: حَمَلت لغة قليلة، وأَنْتَجَتِ الفرسُ، وذو

الحافر بالألف: استبان حملُها، فهي نَتُوجٌ. انتهى كلام الفيّوميّ (?)، وهو

بحث نفيسٌ جدًّا، والله تعالى أعلم.

(بَهِيمَةً جَمْعَاء)؛ أي: لم يذهب من بدنها شيء، سُمّيت بذلك؛ لاجتماع

سلامة أعضائها، لا جَدْع بها، ولا كيّ (?).

وقال الطيبيّ -رحمه الله-: "تُنتج" يُروى على بناء المفعول، وفي "المُغْرب" عن

الليث: وقد نُتجت الناقة.

(هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا) بضمّ حرف المضارعة، وكسر الحاء المهملة، وتشديد

السين المهملة، من الإحساس، وهو الإدراك بإحدى الحواسّ، قاله وليّ الدين (?)،

وقال في "الفتح": والمراد به العلم بالشيء، يريد أنها تُولَد لا جدع فيها، وإنما

يَجْدعها أهلها بعد ذلك، وفي رواية البخاريّ: "هل ترى فيها جدعاء؟ ".

وقوله: (مِن جَدْعَاءَ") - بفتح الجيم، وإسكان الدال المهملة، وبالمدّ-

أي: مقطوعة الأذن، أو غيرها من الأعضاء، ومعناه أن البهيمة تَلِد البهيمة

كاملة الأعضاء، لا نقص فيها، وإنما يحصل فيها النقص، والجدع بعد

ولادتها، فكذلك يخرج المولود سليمًا من الكفر، وإنما يطرأ له ذلك بعدُ، قاله

وليّ الدين -رحمه الله- (?).

أي: مقطوعة الأذن، قال الطيبىّ -رحمه الله-: قوله: "هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ

جَدْعَاءَ؟ " في موضع الحال؛ أي: بهيمة سليمة مقولًا في حقّها هذا القول، وفيه

نوع من التأكيد بمعنى أن كل من نظر إليها قال ذلك؛ لظهور سلامتها،

و"الجدعاء": المقطوعة الأذن، ففيه إيماء إلى أن تصميمهم على الكفر، كان

بسبب صَمَمِهم عن الحقّ، وأنه كان خليقًا فيهم. انتهى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015