تعويضاً لاستفادته إلى ذهن السامع، والتقدير: كَتَب الله ذلك، وما كَتَبه لا بُدّ
أن يقع. انتهى (?).
وقال في "الفتح" نقلاً عن ابن بطال: كلُّ ما كتبه الله على الآدميّ، فهو
قد سبق في علم الله، وأنه لا بُدّ أن يُدركه المكتوب عليه، وأن الإنسان لا
يستطيع أن يدفع ذلك عن نفسه، إلا أنه يلام إذا واقع ما نُهِي عنه بحجب ذلك
عنه، وتمكينه من التمسك بالطاعة، فبذلك يندفع قول القدريّة، والمجبرة،
ويؤيده قوله: "والنفس تَمَنَّى، وتشتهي"؛ لأن الْمُشْتَهي بخلاف الْمُلْجَأ. انتهى.
قال الجامع عفا الله عنه: هكذا نقل في "الفتح" كلام ابن بطّال، والذي
رأيته في "شرحه" أن هذا كلام المهلّب، وعبارته:
قال المهلَّب: وكلُّ ما كتبه الله على ابن آدم فهم سابق في علم الله، لا بدّ
أن يُدركه المكتوب عليه، وأن الإنسان لا يملك دَفْع ذلك عن نفسه، غير أن الله
تعالى تفضَّل على عباده، وجعل ذلك لَمَماً وصغائر، لا يطالب بها عباده، إذا
لم يكن للَفَرْج تصديق لها، فإذا صدّقها الفرج، كان ذلك من الكبائر، رِفقاً
من الله بعباده، ورحمة لهم؛ لِمَا جبلهم عليه من ضَعف الخلقة، ولو آخذ عباده
باللمم، أو ما دونه من حديث النفس، لكان ذلك عدلاً منه في عباده،
وحكمة، لا يُسأل عما يفعل، وله الحجة البالغة، لكن قَبِل منهم اليسير، وعفا
لهم عن الكثير؛ تفضلاً منه، وإحساناً. انتهى (?).
(فَزِنَى الْعَيْنَيْنِ)؛ أي: حظها على قصد الشهوة فيما لا يحل له، (النَّظَرُ)؛
أي: النظر إلى الأجنبية، وفي الرواية التالية: "كُتِب على ابن آدم نصيبه من
الزنا، مُدرِك ذلك، لا محالةَ، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما
الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرّجل زناها الْخُطا،
والقلب يَهْوَى، ويتمنى، ويصدّق ذلك الفرج، ويكذبه".
وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: العينان تزنيان بالنظر، والشفتان تزنيان، وزناهما
التقبيل، واليدان تزنيان، وزناهما اللمس، والرجلان تزنيان، وزناهما المشي،