وقال في "الفتح": قوله: "كتب"؛ أي: قَذَر ذلك عليه، أو أمر الملَك

بكتابته، كما تقدم بيانه في شرح حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - الماضي قريباً،

وإطلاق الزنا على اللمس، والنظر، وغيرهما بطريق المجاز؛ لأن كل ذلك من

مقدماته (?).

(أَدْرَكَ)؛ أي: أصاب ابن آدم، ووجد (ذَلِكَ)؛ أي: ما كتبه الله تعالى،

وقدّره، وقضاه، أو حظه، (لَا مَحَالَةَ) -بفتح الميم -أي: لا بُدّ له من عمل ما

قُذر عليه أنه يعمله، قاله في "الفتح"، وقال ابن بطّال: "لا محالة" يعني: لا

حيلة له في التخلص من إدراك ما كُتب عليه (?).

وقال في "العون": "لا محالة": بفتح الميم، ويضم (?)؛ أي: لا بُدّ له،

ولا فِراق، ولا احتيال منه، فهو واقع البتة. انتهى (?).

وقال المناويّ في "الفيض" (?): "كتب حظه من الزنا، ؛ أي: خلق له

الحواسن التي بها يجد لذة الزنا، وأعطاه القوى التي بها يَقْدر عليه، وركز في

جبلّته حب الشهوات، فـ "مِن" للبيان، وهو مع مجروره حال من "حظه"، ذكره

القاضي، وقوله: "أدرك ذلك لا محالة" بفتح الميم؛ أي: أصاب ذلك، ووصَل

إليه البتة، و"لا، لنفي الجنس، قال الجوهريّ: حال لونه: تغيَّر، وحال عن

العهد: انقلب، وحال الشيء بيننا: حجز، والْمَحالة: الحيلة، وقولهم: لا

محالة؛ أي: لا بُدّ، قال البيضاويّ: وهذا استئناف جواب عمن قال: هل

يخلُص ابن آدم عنه؛ وقال ابن رسلان: كلُّ ما سبق في العلم لا بدّ أن يدركه،

لا يستطيع دفعه، لكن يلام على صدوره منه؛ لتمكّنه من التمسك بالطاعة، وبه

تندفع شُبَهُ القدرية، والجبرية.

وقال الطيبيّ: الجملة الثانية مترتبة على الأُولى، بلا حرف الترتيب؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015