الحقيقيّ، والتشريف اللفظيّ، وحَفله على الثاني هو الموافق لطريقته، ولذا لم

يفرّق بين إضافة خلق آدم ليده، وإضافة الروح إليه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-. انتهى كلام الشيخ

البرّاك (?)، وهو تحقيق مفيد، والله تعالى أعلم.

وقوله: (وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ) قال في "الفتح": "من" زائدة على رأي،

والنفخ بمعنى الخلق؛ أي: خلق فيك الروح. انتهى (?).

وقوله: (وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ)؛ أي: أمرهم بالسجود لك، فسجدوا له،

قال قتادة: فكانت الطاعة لله، والسجدة لآدم، أكرم الله آدم أن أسْجَدَ له

ملائكته، وقال بعضهم: كان هذا سجود تحيّة، وسلام، وإكرام، كما قال

تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا} [يوسف: 100]، وقد كان

هذا مشروعاً في الأمم الماضية، ولكنه نُسخ في ملّتنا، ذكره الإمام ابن كثير -رَحِمَهُ اللهُ-

في "تفسيره" (?).

وقوله: (وَأَعْطَاكَ الأَلوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ) قال ابن جرير -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله:

{مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [الحجر: 19] يقول: من التذكير، والتنبيه على عظمة الله، وعز

سلطانه، {مَوْعِظَةٌ} [البقرة: 275] لقومه، ومِنْ أَمْر بالعمل بما كُتب في الألواح،

{وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: 154] يقول: وتبييناً لكل شيء، من أمر الله،

ونهيه. انتهى (?).

وقوله: (وَقَرَّبَكَ نَجِيّاً)؛ أي: حال كونه مناجياً، قيل: حتى سَمِع صريف

القلم، حين كُتب له في الألواح، قاله في "العمدة" (?).

وقال المناويّ: النجيّ: المناجي الواحد، وهو الذي يخاطِب الإنسان،

ويحدّثه سرّاً. انتهى (?).

وقوله: (بِأَرْبَعِينَ عَاماً) وفي الرواية السابقة: "بأربعين سنةً"، قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015