والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام شرحه، وبيان مسائله في الحديث
الماضي، ولله الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللهُ- أوّلَ الكتاب قال:
[6721] ( ... ) - (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ أَبِي
ذُبَابٍ، عَنْ يَزِيدَ -وَهُوَ ابْنُ هُرْمُزَ- وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ قَالَا: سَمِعْنَا أَبَا
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى -عَلَيْهِ السَّلامُ- عِنْدَ رَبِّهِمَا، فَحَجَّ
آدَمُ مُوسَى، قَالَ مُوسَى: أنتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ،
وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَأَسْكَنَكَ فِي جَنَّتِهِ، ثُمُّ أَهْبَطْتَ النَّاسَ بِخَطِيئَتِكَ إِلَى
الأَرْضِ؟ فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ، وَبِكَلَامِهِ، وَأَعْطَاكَ
الألوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ، وَقَزَبَكَ نَجِيّاً، فَبِكَمْ وَجَدْتَ اللهَ كَتَبَ التَّوْرَاةَ قَبْلَ
أَنْ أُخْلَقَ؟ قَالَ مُوسَى: بِأَرْبَعِينَ عَاماً، قَالَ آدَمُ: فَهَلْ وَجَدْتَ فِيهَا: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أفَتَلُومُنِي عَلَى أَنْ عَمِلْتُ عَمَلاً كتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ أَنْ
أَعْمَلَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ
الأَنْصَارِيُّ) الْخَطْميّ، أبو موسى المدنيّ، قاضي نيسابور، ثقةٌ متقنٌ [10]
(ت 244) (م ت س ق) تقدم في "الإيمان" 43/ 282.
2 - (أَنَسُ بْنُ عِيَاضِ) بن ضَمْرة، أبو عبد الرحمن الليثيّ، أبو ضمرة المدنيّ،
ثقةٌ [8] (ت 200) وله ست وتسعون سنةً (ع) تقدم في "الإيمان" 81/ 433.
3 - (الْحَارِثُ بْنُ أَبِي ذُبَاب) هو: الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن
سعد بن أبي ذُباب -بضمّ الذالً المعجمة، وموحدتين- الدَّوْسيّ -بفتح الدال-
المدنيّ، صدوقٌ يَهِم [5] (ت 146) (عخ م مدت س ق) تقدم في "المساجد
ومواضع الصلاة" 54/ 1529.
4 - (يَزِيدُ بْنُ هُرْمُزَ) المدنيّ، مولى بني ليث، وهو غير يزيد الفارسيّ