الإيمان بهذه الآثار، واعتقادها، وترك المجادلة فيها، وبالله العصمة
والتوفيق (?).
2 - (ومنها): بيان وجوب الإيمان بالقدر.
3 - (ومنها): جوازُ القعود عند القبور، والتحدث عندها بالعلم
والموعظة، وقال المهلب: نَكْتُهُ الأرض بالْمِخْصرة أصل في تحريك الإصبع في
التشهد، نَقَله ابن بطال، وهو بعيد، وإنما هي عادة لمن يتفكر في شيء
يستحضر معانيه، فيحتمل أن يكون ذلك تفكرًا منه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أمر الآخرة بقرينة
حضور الجنازة، ويحتمل أن يكون فيما أبداه بعد ذلك لأصحابه من الحِكَم
المذكورة، ومناسبته للقصة أن فيه إشارة إلى التسلية عن الميت بأنه مات بفراغ
أجله.
4 - (ومنها): أن هذا الحديث أصل لأهل السُّنَّة في أن السعادة والشقاء
بتقدير الله القديم.
5 - (ومنها): أن فيه رَدًّا على الجبرية؛ لأنَّ التيسير ضد الجبر؛ لأنَّ
الجبر لا يكون إلَّا عن كُره، ولا يأتي الإنسان الشيء بطريق التيسير إلَّا كاره
له.
6 - (ومنها): أن أفعال العباد، وإن صدرت عنهم، لكنها قد سبق علم الله
بوقوعها بتقديره، ففيها بطلان قول القدرية صريحًا.
7 - (ومنها): أنه استُدِلَّ به على إمكان معرفة الشقي من السعيد في
الدنيا، كمن اشتَهَر له لسان صدق وعكسه؛ لأنَّ العمل أمارة على الجزاء على
ظاهر هذا الخبر.
ورُدَّ بما تقدم في حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -، وأن هذا العمل الظاهر قد
ينقلب لعكسه على وفق ما قُدِّرَ.
والحق أن العمل علامةٌ وأمارةٌ، فيُحكم بظاهر الأمر، وأمرُ الباطن إلى الله
تعالى.
قال الطيبيّ نقلًا عن الخطابي: إن قول الصحابيّ هذا مطالبة بأمر يوجب