وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} [التوبة: 72].
2 - (ومنها): بيان أن ثناء الناس، ومحبّتهم لعمل العبد علامة على
إخلاصه فيه.
3 - (ومنها): أن فيه دليلًا على أنه ينبغي للعبد أن يجاهد نفسه في
الإخلاص حتى تحصل له بشرى الدنيا والآخرة.
4 - (ومنها): ما قاله القرطبيّ رحمه الله: إن هذا الحديث في الرجل الذي
يعمل العمل الصالح خالصًا، ولا يريد إظهاره للناس؛ لأنَّه لو عمله ليحمده
الناس، أو يبرّوه لكان مرائيًا، ويكون ذلك العمل باطلًا فاسدًا، وإنما الله تعالى
بلطفه، ورحمته، وكرمه يعامل المخلصين في الأعمال، الصادقين في الأقوال
والأحوال بأنواع من اللطف، فيقذف في القلوب محبتهم، ويُطلق الألسنة بالثناء
عليهم؛ لِيُنَوِّه بذكرهم في الملأ الأعلى؛ ليستغفروا لهم، وينشر طِيب ذِكرهم في
الدنيا؛ ليُقْتَدَى بهم، فيَعْظُم أجرهم، وترتفع منازلهم، وليجعل ذلك علامة على
استقامة أحوالهم، وبشرى بحسن مآلهم، وكثير ثوابهم، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: "تلك
عاجل بشرى المؤمن"، والله تعالى أعلم (?).
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال:
[6699] (. . .) - (حَدَّثنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
وَكِيع (ح) وَحَدَّثنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (ح) وَحَدَّثنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى، حَدَّثَنى عَبْدُ الصَّمَدِ (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، كُلُّهُمْ عَنْ شُعْبَةَ،
عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، بِإِسْنَادِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، بِمِثْلِ حَدِيثِهِ، غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِهِمْ
عَنْ شُعْبَةَ، غَيْرَ عَبْدِ الصَّمَدِ: وَيُحِبُّهُ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَفي حَدِيثِ عَبْدِ الصَّمَدِ:
وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ، كَمَا قَالَ حَمَّادٌ).
رجال هذا الإسناد: عشرة:
1 - (وَكِيعُ) بن الْجَرّاح بن مَلِيح الرُّؤاسيّ، أبو سفيان الكوفيّ، ثقةٌ حافظٌ