ابن سمعان، عن أبي وائل، عن ابن مسعود: "المرء مع من أحب". انتهى (?).
(قَالَ) عبد الله -رضي الله عنه-: (جَاءَ رَجُلٌ) وفي حديث أبي موسى: "قيل
للنبيّ - صلى الله عليه وسلم-"، ووقع في رواية أبي معاوية، ومحمد بن عبيد: "أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-
رجل"، وأَولى ما فُسّر به هذا المبهم أنه أبو موسى راوي الحديث، فعند أبي
عوانة من رواية محمد بن كناسة، عن الأعمش، في هذا الحديث، عن شقيق،
عن أبي موسى، قلت: يا رسول الله ... ، فذكر الحديث، ولكن يعكُر عليه ما
وقع في رواية وهب بن جرير التي تقدَّم ذِكرها من عند أبي نعيم، فإن لفظه:
"عن عبد الله قال: جاء أعرابيّ، فقال: يا رسول الله إني أحب قومًا، ولا
ألحق بهم ... " الحديث، وأبو موسى إن جاز أن يُبهِم نفسه، فيقول: أتى
رجل، فغير جائز أن يصف نفسه بأنه أعرابيّ، وقد وقع في حديث صفوان بن
عَسّال الذي أخرجه الترمذيّ، والنسائيّ، وصححه ابن خزيمة، من طريق
عاصم بن بَهْدلة، عن زِرّ بن حُبيش، قال: "قلت لصفوان بن عَسّال: هل
سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الهوى شيئًا؟ قال: نعم، كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
في مسير، فناداه أعرابيّ بصوت له جهوريّ، فقال: أيا محمد، فأجابه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-
على قَدْر ذلك، فقال: "هاؤم"، قال: أرأيت المرء يحب القوم ... " الحديث.
وأخرج أبو نعيم في "كتاب المحبين" من طريق مسروق، عن عبد الله،
وهو ابن مسعود قال: "أتى أعرابيّ، فقال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحقّ،
إني لأحبك ... " فذكر الحديث، فهذا الأعرابيّ يَحْتَمِل أن يكون هو صفوان بن
قدامة، فقد أخرج الطبرانيّ، وصححه أبو عوانة من حديثه، "قال: قلت: يا
رسول الله إني أحبك، قال: المرء مع من أحب".
وقد وقع هذا السؤال لغير مَن ذُكر، فعند أبي عوانة أيضًا، وأحمد، وأبي
داود، وابن حبان، من طريق عبد الله بن الصامت: "عن أبي ذرّ قال: قلت: يا
رسول الله الرجل يحب القوم ... " الحديث، ورجاله ثقات، فإن كان مضبوطًا
أمكن أن يُفَسَّر به المبهم في حديث أبي موسى، لكن المحفوظ بهذا الإسناد
عن أبي ذرّ: "الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه"، كذا أخرجه