الإمام المشهور، وهو إسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ؛ لأنه كان يبيع الْمَقَانع ونحوها في سُدَّةِ

مسجد الكوفة، والجمع سُدَدٌ مثل غُرْفة وغُرَف. انتهى (?).

(فَقَالَ) الرجل: (يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا

أَعْدَدْتَ لَهَا؟ "، قَالَ) أنس -رضي الله عنه-: (فَكَأَنَّ الرَّجُلَ اسْتَكَانَ)؛ أي: خَضَع، وهو من

باب استفعل، من السكون الدالّ على الخضوع، وقال الداوديّ؛ أي: سكن،

وقال الكرمانيّ: استكان افتعل، من السكون، فالمدّ شاذّ، وقيل: استفعل من

الكون، فالمدّ قياس، قاله في "العمدة" (?).

وقال الفيّوميّ رحمهُ اللهُ: اسْتَكَنَ: إذا خَضَع، وذلّ، وتُزاد الأَلِف، فيقال:

اسْتَكَانَ، قال ابن القَطّاع: وهو كثير في كلام العرب، قيل: مأخوذ من

السكون، وعلى هذا فوزنه افتعل، وقيل: من الْكِينة، وهي الحالة السيئة،

وعلى هذا فوزنه استفعل. انتهى (?).

وقال المرتضى رحمهُ اللهُ: استكانَ الرجلُ: خَضَع، وذَلّ، ومنه حديث توبة

كعب: "أما صاحباي فاستكانا، وقعدا في بيوتهما"؛ أي: خَضَعَا، وذَلَّا، ووزنه

افتعل، أُشبعت حركة عَيْنه، فجاءت ألِفًا. انتهى (?).

(ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ صَلَاةٍ، وَلَا صِيَامٍ، وَلَا صَدَقَةٍ)

وفي بعض النسخ: "كثير" بالثاء المثلّثة، بدل "كبير" بالموحّدة، وإضافته إلى

ما بعده، من إضافة الصفة للموصوف؛ أي: صلاة كثيرة، ولا صيامًا كثيرًا،

ولا صدقة كثيرة، قال القرطبيّ رحمهُ اللهُ: يعني بذلك: النوافل من الصلاة،

والصيام، والصدقة؛ لأن الفرائض لا بدّ له، ولغيره من فعلها، فيكون معناه:

أنه لم يأت منها بالكثير الذي يُعتمد عليه، ويُرجى دخول الجنّة بسببه، هذا

ظاهره.

ويَحْتَمل أن يكون أراد: أن الذي فَعَله من تلك الأمور، وإن كان كثيرًا،

فإنه محتقَر بالنسبة إلى ما عنده من محبّة الله تعالى، ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، فإنه ظهر له

طور بواسطة نورين ميديا © 2015