والقَسَم بفتح القاف، والسين: اليمين، وتَحِلّة القسم، بفتح التاء، وكسر الحاء

المهملة، وتشديد اللام: ما ينحلّ به القسم، وهو مصدر حَلَّل اليمينَ؛ أي:

كَفّرها، ويقال في المصدر: تحليل، وتَحِلّ أيضًا بغيرها، وهو شاذّ.

3 - (الثالثة):

فيه أن المسلم إذا مات له ثلاثة من الولد لم يدخل النار، إلا تحلة

القسم، ومن ضرورة ذلك دخوله الجنة؛ إذ لا منزلة بينهما، وفي "صحيح

البخاريّ" وغيره، عن أنس بن مالك مرفوعًا: "ما من الناس من مسلم، يُتَوَفَّى

له ثلاثة لم يبلغوا الحنث، إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم"، وفي

"سنن ابن ماجه" عن عتبة بن عبد، مرفوعًا: "ما من مسلم يموت له ثلاثة من

الولد، لم يبلغوا الحنث، إلا تَلَقَّوه من أبواب الجنة الثمانية، من أيها شاء

دخل"، وهذه زيادة على مطلق دخول الجنة، ويوافقه ما رواه النسائيّ عن

معاوية بن قُرّة، عن أبيه: "أن رجلًا أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ومعه ابن له، فقال:

أتحبه؟ فقال: أَحبَّك الله كما أحبه، فمات، ففقده، فسأل عنه؟ فقال: ما يَسُرُّك

أن لا تأتي بابًا من أبواب الجنة، إلا وجدته عنده يسعى، يفتح لك؟ ".

4 - (الرابعة):

تقدّم أن في "الصحيح" من غير وجه أنه قيل: "يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واثنان؟

فقال: واثنان".

ورَوَى الترمذيّ، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من

كان له فرطان من أمتي، أدخله الله بهما الجنة، فقالت عائشة: فمن كان له

فرط من أمتك؟ فقال: ومن كان له فرط يا موفقةُ، قالت: فمن لم يكن له

فرط؟ قال: أنا فرط أمتي، لن يصابوا بمثلي"، قال الترمذيّ: حسن غريب (?)،

لا نعرفه إلا من حديث عبد ربه بن بارق، وقد روى عنه غير واحد من الأئمة.

انتهى.

وعبد ربه هذا مختلف فيه، ضعّفه ابن معين، والنسائيّ، وقال أحمد: ما

به بأس، ووثقه ابن حبان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015