(4/ 67 و 68 و 7/ 78 و 10/ 64) و"شُعَب الإيمان" (1/ 336 و 7/ 131)،
و(البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (450 و 451 و 1542 و 1543)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان فضل من مات له ثلاثة أولاد، فإنه يدخل الجنّة، ولا
تمسّه النار، إلا الورود الذي في قوله عز وجل: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} الآية.
2 - (ومنها): أن هذا الفضل خاصّ بالمسلمين، فلا حظّ للكافر فيه،
وتدخل المسلمات فيه، وقد جاء ما يخصّهنّ بالذكر في الحديث الثالث.
3 - (ومنها): بيان فضل الله تعالى على المسلمين، حيث جعل لهم الجنة
عِوَضًا عما يصيبهم من البلاء بموت أولادهم.
4 - (ومنها): بيان أن أولاد المسلمين في الجنة؛ لأن من يكون سببًا في
حَجْب النار عن أبويه أَولى بأن يُحجَبَ هو؛ لأنه أصل الرحمة، وسببها، بل
جاء التصريح به في الحديث، ولفظه: "فيقال: ادخلوا الجنّة أنتم وآباؤكم"،
والله تعالى أعلم.
5 - (ومنها): أن من حلف أن يفعل كذا، ثم فَعَل منه شيئًا ولو قَلّ بَرّت
يمينه، خلافًا لمالك، قاله عياض وغيره.
6 - (ومنها): بيان كون أولاد المسلمين في الجنة. قاله الجمهور،
ووَقَفت طائفة قليلة، والصحيح قول الجمهور.
قال النوويّ رحمه الله: أجمع من يُعتدّ به من علماء المسلمين على أن من
مات من أطفال المسلمين، فهو من أهل الجنة، وتوقف فيه بعضهم، لِمَا
أخرجه مسلم عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: أُتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بصبيّ من صبيان
الأنصار، فصلى عليه، قالت عائشة: فقلت: طوبى لهذا، عصفور، من عصافير
الجنة، لم يعمل سوءًا، ولم يدركه، قال: "أو غير ذلك يا عائشة، خَلَق الله عز وجل
الجنة، وخَلَق لها أهلًا، وخَلَقهم في أصلاب آبائهم، وخلق النار، وخلق لها
أهلًا، وخلقهم في أصلاب آبائهم".
قال: والجواب عنه: أنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير
دليل، أو قال ذلك قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة. انتهى، والله
تعالى أعلم.