مسعود، ومن طريق معمر، وسعيد، عن قتادة، ومن طريق كعب الأحبار،
وزاد: "يستوون كلهم على متنها، ثم ينادي منادٍ: أمسكي أصحابك، وَدَعِي
أصحابي، فيخرج المؤمنون نَدِيّةً أبدانهم".
وهذان القولان أصحّ ما ورد في ذلك، ولا تنافي بينهما؛ لأن من عَبَّر
بالدخول تجوّز به عن المرور، ووجْهه أن المارّ عليها فوق الصراط في معنى
من دَخَلها، لكن تختلف أحوال المارّة باختلاف أعمالهم، فأعلاهم درجة من
يمرّ كلمع البرق، كما بُيّن ذلك في حديث الشفاعة، ويؤيد صحة هذا التأويل
ما رواه مسلم من حديث أم مبشر: "إن حفصة قالت للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- لَمّا قال: لا
يدخل أحد شَهِد الحديبية النار: أليس الله يقول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}؟ فقال
لها: أليس الله تعالى يقول: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} [مريم: 72] " الآية.
وفي هذا بيان ضَعْف قول من قال: الورود مختصّ بالكفار، ومن قال:
معنى الورود: الدنوّ منها، ومن قال: معناه: الإشراف عليها، ومن قال: معنى
ورودها: ما يُصيب المؤمن في الدنيا من الْحُمَّى، على أن هذا الأخير ليس
ببعيد، ولا ينافيه بقية الأحاديث، والله أعلم، ذَكَر هذا كلّه في "الفتح".
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [47/ 6673 و 6674 و 6675] (2632)،
و(البخاريّ) في "الجنائز" (1251) و"الأيمان والنذور" (6656) وفي "الأدب
المفرد" (1/ 62)، و (مالك) في "الموطّأ" (1/ 235)، و (الترمذيّ) في "الجنائز"
(1060)، و (النسائيّ) في "المجتبى" (4/ 25) وفي "الكبرى" (1/ 615 و 6/
494)، و (ابن ماجه) في "الجنائز" (1603)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (11/
139)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 239)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (3/
36)، و (الحميديّ) في "مسنده" (2/ 444)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (10/
285)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (2942)، و (ابن الجارود) في "المنتقى"
(1/ 144)، و (ابن أبي عاصم) في "السُّنَّة" (2/ 415)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"