عَلَّمَنَا إِخْوَانُنَا بَنُو عِجِلْ ... شُرْبَ النَّبِيذِ وَاعْتِقَالاً بِالرِّجِلْ
والأصل هنا السكون باتفاق، أو تكون الكسرة حركة الكاف نُقلت إلى
السين؛ لأجل الوقف، وذلك سائغ. انتهى (?).
(وَنَافِخِ الْكِيرِ) بكسر الكاف، أصله البناء الذي عليه الزّقّ، سُمّي به الزّقّ
مجازاً للمجاورة (?)، وقال المجد -رَحِمَهُ اللهُ-: "الكير" بكسر الكاف: زِقّ يَنفُخ فيه
الحدّاد، وأما المبنيّ من الطين فكُور، جَمْعه أَكْيارٌ، وكِيَرَة، كعِنَبَةٍ، وكِيران.
انتهى (?).
وقال في "الفتح": قوله: "وكير الحداد" بكسر الكاف، بعدها تحتانية
ساكنة، معروف، قال: وحقيقته البناء الذي يُرَكَّب عليه الزِّقّ، والزِّقّ هو الذي
يُنفخ فيه، فأُطلق على الزق اسم الكير مجازاً؛ لمجاورته له، وقيل: الكير هو
الزدتّى نفسه، وأما البناء فاسمه الكُور. انتهى.
(فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ) بضمّ حرف المضارعة، من الإحذاء،
كالإعطاء وزناً ومعنًى، وقال في "العمدة": "يحذيك" بضم الياء، وسكون
الحاء، وكسر الذال المعجمة، كيُعطيك وزناً ومعنًى، من الإحذاء، وهو
الإعطاء، يقال: أحذيت الرجلَ: إذا أعطيته الشيءَ، وأتحفته به. انتهى (?).
وقال الجوهريّ: أَحْذَيْتُهُ نعلاً: إذا أعطيتَه نعلاً، تقول منه: استحذيتُهُ،
فأَحْذاني، وأَحْذَيْتُهُ من الغنيمة: إذا أعطيتَه منها، والاسم: الْحُذْيَا على فُعلى
بالضمّ، وهي القِسمة من الغنيمة. انتهى (?).
(وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ)؛ أي: تشتري (مِنْهُ) من صاحب المسك، (وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ
مِنْهُ رِيحاً) بكسر الراء، مؤنّث، ولذا أنَّث وصفه، فقال: (طَيِّبَةً) قال
الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللهُ-: الرِّيحُ بمعنى الرائحة: عَرَضق يُدرَك بحاسّة الشمّ، مؤنثة، يقال:
رِيح ذَكِيّة، وقال الجوهريّ: يقال: رِيحٌ، ورِيحَةٌ، كما يقال: دارٌ، ودَارَةٌ،
ورَاحَ زيدٌ الريحَ يَرَاحُهَا رَوْحاً، من باب خاف: اشتَمَّها، ورَاحَهَا ريحاً، من