من مكارم الأخلاق، ومحاسن الشِّيَم، وهي التي كانت لم تزل مستحسنةً في

كل زمان، وعند أهل كل ملة، فلا تزال كذلك، لا يجري عليها النَّسخ، ولا

يجوز فيها التبديل. انتهى (?).

(شَيْئاً)؛ أي: كثيراً كان أو حقيرأ، (وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ) المسلمَ، قال

الطيبيّ: هذا شرط يُعَقَّب به الكلام تتميماً ومبالغة، وقال أبو حيان: هذه الواو

لعطف حال على حال محذوفة، بتضمنها السابق، تقديره: لا تحقرن من

المعروف شيئاً على كل حال، كائنأ ما كان، ولو أن تلقى أخاك (?). (بِوَجْهٍ)

بالتنوين، (طَلْقٍ")؛ يعني: تلقاه بوجه منبسط، متهلّل، قال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: رُوي:

"طلق" على ثلاثة أوجه: إسكان اللام، وكسرها، وطَلِيق بزيادة ياء، ومعناه:

سهل، منبسط، وفيه الحثّ على فَضْل المعروف، وما تيسَّر منه، وإن قلّ، حتى

طلاقة الوجه عند اللقاء. انتهى (?).

وقال عياض -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "بوجه طلق"؛ أي: منبسط، غير متجَهِّم، ولا

منقبض، يقال منه: وجه طَلَق، وطَلِقٌ، وطَلِيق، ورجل طلق الوجه، وطليقه،

وقد طَلُق وجهه بالضم، ومثله طلق اليدين: إذا كان سخيّاً، ومصدره طلاقة.

انتهى (?)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي ذرّ - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [43/ 6667] (2626)، و (الترمذيّ) في "الأطعمة"

(1833)، و (ابن ماجه) في "الأطعمة" (3362)، و (الحميديّ) في "مسنده"

(139)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (450)، و (أحمد) في "مسنده" (5/ 161

و149)، و (الدارميّ) في "سننه" (2/ 108)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (513

و514 و 523)، و (أبو نعيم) في "الحلية" (7/ 357)، و (البيهقيّ) في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015